هل يسامحني ميّت؟

……….

لقد صدر حكم الإعدام بحقي . اخيرا حصلت على ما أريد . كم شعرت بالسلام عندما وقع القاضي على قرار موتي . قضيت نلك الليلة ساهرا ، لم انم . لقد اتحدت الطمأنينة بالخلاص ، فابتسمت ابتسامة الرضى . معلنا نهاية حياتي دون اسف على المستقبل . اندهش الحضور عندما صفقت للقاضي عند النطق بالحكم .هل يمجد الموت لهذه الدرجة؟ قال احد الحاضرين موجها كلامه لي . وتباطأت في استعارة ذاكرتي دون أن اوغل في تفاصيل الأحداث التي عشتها . ربما يندم احدهم على ارتكاب جريمة قتل وهو يصعد الى المشنقة بقدميه المرتجفتين. أما أنا فلا يمكن ان يسري في دمي هذا الشعور الجبان المتخاذل . الروح الملوثة لا تستحق السكن في جسد صاحبها الأخرق الجبان الخسيس . ليس هناك عدالة الهية او أرضية .فأنا لا أؤمن بأية تعقيدات روحانية تؤجل ثورة العدل الفردي . يجب أن يكون الحكم للإنسان نفسه. وليس لقانون هزيل او لإله ضعيف.
صدقوني لقد قتلته وشربت من دمه حتى إنني لم أمسح الحمرة القانية التي لطخت وجهي كله وثيابي . كنت كالمجنون وانا أطعنه بسكين الجزارة المشحوذة جيدا . رغم كل توسلاته بأن لا أقتله ، ولكن كيف يمكن أن أسامح من قتل عائلتي كلها ثم أشعل النار في بيتي . وخرج وهو ينفض عن ثيابه الرماد ؟، لقد ربطوني الى ساق السرير وقتها وجعلوني أشاهدهم وهم يغتصبون زوجتي . كنت اصرخ بأعلى صوتي وأبكي بغزارة . قال لي قائد المجموعة المسلحة ،وهو نفسه الذي قضيت عليه فيما بعد : طلبت منك أن تغادر هذه الحارة ولكنك تجاهلت تحذيراتي.إنها الحرب ياصديقي والبقاء للأقوى . ذلك الاحمق لم يعرف انني سانجو رغم احتراق وجهي كله مع شعر رأسي واغلب لحم جسدي . كم رغبت الااموت لحظتها كي انتقم منه . وحدث ما تمنيته . عندما قال لي المفتي قبل أيام من شنقي : اطلب المغفرة من الرب كي يسامحك على ما فعلته يداك من إثم . قلت له : الرب مات منذ قتلت عائلتي كلها . هل أطلب ان يسامحني ميت ؟.