انتفاضة 12 آذار 2004.. فعاليات وبيانات لإحياء الذكرى السنوية السابعة عشر
احيا اليوم الجمعة 12 آذار / مراس , الذكرى السنوية السابعة عشر للانتفاضة الكردية عام 2004 , والتي اشتعلت في جميع المدينة والبلدات الكردية ضد النظام الاستبدادي, وتم احياء الذكرى في ملعب 12آذار التي اندلعت فيها شرارة الانتفاضة.
وبمناسبة ذكرى الانتفاضة جرت مبارة ودية بين منتخبي دير الزور والجزيرة على أرضية ملعب شهداء 12 آذار، حضرها ممثلون عن مؤسسات الإدارة الذاتية والمئات من أهالي قامشلو.
وفي هذا السياق أصدر مجلس سوريا الديمقراطية بيانًا إلى الرأي العام، استذكر فيه الذكرى السنوية الـ 17 لانتفاضة قامشلو، مشيرًا إلى أن انتفاضة 12 آذار تحمل المعاني والدلالات النهضوية التحررية التي شكّلت مرتكزًا أساسيًّا من مرتكزات الحراك الشعبي السوري الذي يدخل عامه الحادي عشر.
وجاء نص البيان:
تمرُّ الذكرى السنوية الـ 17 لانتفاضة قامشلو 12 آذار 2004؛ الانتفاضة التي شكلّـت عمق الإرادة الشعبية الرافضة لسياسات النظام المركزي الاستبدادي في دمشق. هذه الانتفاضة التي خرج فيها عشرات الآلاف من شعبنا بدءًا من قامشلو وصولًا إلى أحياء من دمشق مرورًا بكوباني وعفرين ومناطق من حلب يطالبون بحقوقهم المشروعة وإنهاء السياسات التّمييّزية والقوانين المُجحفة بحق الكرد في سوريا، أحد أهم المكونات التاريخية الأصيلة لشعب سوريا.
لقد افتعلت رموز النظام الاستبدادي في الجزيرة فتنة بينية بين مكونات البلد الواحد مستخدمًا بعض موتوريه المرتزقة في مباراة كرة قدم بين فريق الفتوة القادم من دير الزور وفريق الجهاد المحلي في قامشلو؛ مستخدمين فيه الاعتداء المسلح على المشجّعين والتّهجم اللفظي على عموم الكرد في سوريا. علمًا أنه كانت إحدى الأهداف الأساسية من وراء تلك المخططات وقتها هي تصدير الخلاف بين حرس السلطة القديم والجديد وإنهاء هامش الإصلاحات التي لا تكاد تذكر بحد ذاتها؛ وإغلاق كل الأبواب أمام التّغيير والتّحول الديمقراطي الذي تحتاجه سوريا من إيجاد حلول لها في مقدمتها حل عادل للقضية الكردية في سوريا، وفق العهود والمواثيق الدولية ضمن إطار وحدة البلاد وسلامة ترابه، ورغم ذلك فإن النظام المركزي الاستبدادي قد تعامل مع هذه الانتفاضة السلمية بعنف خلّف عشرات الشهداء والجرحى.
إن مجلس سوريا الديمقراطية يرى أن انتفاضة 12 آذار وفق ما حملته من المعاني والدلالات النهضوية التّحرّرية شكّلت مرتكزًا أساسيًّا من مرتكزات الحراك الشعبي السوري الذي يدخل عامه الحادي عشر، وأن عدم التكامل بين خطوة انتفاضة قامشلو وقتها وعموم أطراف المعارضة الوطنية الديمقراطية عُدَّت بمثابة الفرصة التي ضُيِّعَتْ وكانت لها أن تحقق اختراقًا حقيقيًّا على عموم مستوى البلاد.
ورغم مرور 17 عامًا على تلك الانتفاضة الشعبية، والحادية عشرة للانتفاض الشعبي السوري الذي انطلق في حوران وامتد إلى جميع أنحاء سوريا إلّا أن منظومة الاستبداد المركزي التي تعاملت بعنف وقمع شديدين قل مثيلهما مع الحراك الشعبي السوري في أواسط آذار 2011 وقبلها مع انتفاضة 12 آذار 2004؛ فإنما تؤكد على أنها لم تتخلَ عن ذهنيتها التّسلطية، وما تزال مُصرِّة على إعادة إنتاج نفسها وفق الصّيغة شديدة المركزية التي تتحمل بدورها مسؤولية كبيرة ما آلت إليه الأوضاع في سوريا مع بعض الشخصيات وأطرافٍ محسوبة على المعارضة السورية التي تلعب أدوارًا مسيئة معادية للقضية الديمقراطية في سوريا ولأبسط الحقوق الوطنية والقومية للشعب الكردي في سوريا.
إننا في مجلس سوريا الديمقراطية وفي الوقت الذي ننحني فيه أمام شهداء انتفاضة قامشلو 2004 وعموم شهداء الحراك الشعبي السوري نؤكد أنه على الرغم من استفحال المأساة السورية؛ إلّا أن فرص الحلّ الديمقراطي والأمل في إنهاء الأزمة السورية ليس بالمنعدم، إنّما يحظى بقوة وثبات واستقرار من خلال نموذج الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كنموذج وجّه ضربة قاصمة للإرهاب على يد قوات سوريا الديمقراطية، وفي الوقت نفسه قدّم شكلًا يرقى إلى طموحات شعب سوريا الحالم بالتغيير الذي يحتاجه، ويُعدّ هذا النموذج بمثابة الفرصة الوطنية التي لا تحتمل التفويت، إنما من المهم التّعامل معها من باب المسؤولية الوطنية التاريخية وترعى نصيبها من التطوير والتحديث كي تتحول إلى نموذج وطني مُعَمّم على كافة أرجاء بلدنا السوري.
ومن جانبه استذكر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، الانتفاضة، وأكد أن تضحياتها تتوّج اليوم بإدارة ذاتية تحتضن كافة أبناء شمال وشرق سوريا.
وقال عبدي عبر صفحته على “تويتر” إن “تضحيات شهداء الانتفاضة تُتوَّج اليوم بإدارة ذاتية ديمقراطية تحتضن كل أبناء الشمال وتحميهم وتسير بهم على درب الحرية والكرامة”.
وأكد عبدي أن انتفاضة ١٢ آذار ٢٠٠٤ ضد قمع واستبداد النظام البعثي هي الشرارة التي أشعلت ثورة ١٩ تموز ٢٠١٢ في روج آفا.
مجلس المرأة بشمال شرق سوريا بدوره أشار إلى أن الانتفاضة كانت ردًّا على ممارسات حكومة دمشق من تمييز واضطهاد واستبداد ومحاولة لصهر القومية الكردية وإنكار وجود الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية.
وجاء في نص البيان:
“يصادف الثاني عشر من شهر آذار الذكرى السابعة عشر لانتفاضة قامشلو التي استشهد فيها أكثر من ثلاثين شابًّا بالرصاص الحي على يد قوات الأمن السوري، وليستشهد العشرات بعدهم في سجون النظام إثر حملة الاعتقالات التي قام بها لاحقًا والتي طالت المواطنين الكرد في جميع المدن السورية، ارتكبها نظام الأسد بحقهم، وعلى إثر ذلك قامت الانتفاضة في مدينة قامشلو، وامتدت إلى المناطق الكردية الأخرى، وإلى أماكن وجود الكرد في سوريا، والتي جاءت ردًّا على ممارسات النظام السوري من تمييز واضطهاد واستبداد ومحاولة لصهر القومية الكردية وإنكار وجود الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية”.
وتابع “اليوم نستذكر تلك الانتفاضة المجيدة في ظل الانتصارات التي حققها ويحققها شعبنا على كافة الصعد متمثلة في ثورة روج آفا، والتي سميت بثورة المرأة، الثورة التي حاربت الإرهاب في أكثر من جبهة وأثبتت للعالم أن شعوب ومكونات شمال وشرق سوريا شعوب حية تواقة إلى الحرية والديمقراطية، ويتجلى ذلك في المشروع الديمقراطي المتمثل بالإدارة الذاتية الديمقراطية المبني على أسس العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان، ليكون ذلك نتيجة واستمرارًا لانتفاضة 12 آذار التي قام به الشعب الكردي في روج آفاي كردستان، دفاعًا عن حقوقه القومية المشروعة ودفاعًا عن حريته المسلوبة وعن قيم المساواة والعدالة الاجتماعية وإيجاد البديل الديمقراطي للنظام الاستبدادي في سوريا، وضد ممارساته العنصرية الممنهجة التي يمارسها بحق الشعب الكردي”.
واختتم مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا بيانه بتجديد العهد على الاستمرار بروح المقاومة والانتفاضة والسير على درب الشهداء “إننا في مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا، وفي الوقت الذي نستذكر فيه العشرات من الشهداء والجرحى، نجدد العهد على استمرار روح المقاومة والانتفاضة والسير على درب الشهداء، ونؤكد للعالم أجمع أن نجاح مشروعنا الديمقراطي هو سبيل الحل السياسي والانتقال بسوريا إلى بر الأمان، وإنهاء الاحتلال التركي للمناطق السورية وخاصة عفرين وسري كانيه وكري سبي المحتلة، وتطهير أرضنا من دنس الطغاة”.