فيلم سوري طويل
لم تسدل الستارة بعد، ما زال العرض متواصلا، فمن درعا أو من الحريقة، حسب الروايات المختلفة، في ربيع العام 2011، كانت صفعة البداية، خرج محمود من بين المتظاهرين خائفا مرعوبا، يجري باتجاه المجهول، كان يحمل بيده سلاحا استولى عليه في زحمة الاسلحة التي انهالت على سماء مدينته، كان محمود يجري بسرعة الريح، النار تعلو كتفيه، كانت الرياح القادمة من جهات الأرض كلها تنفخ في النار التي تأكل من جسده.
على الرصيف المقابل كانت الجموع تنظر بريبة وخوف، كانوا يتشغالون بالأحاديث الجانبية بينهم ويغمزون بالإشارات للطرف السمجة في المشهد، يعلو وجوه أغلبهم ملامح الامتعاض والاشمئزاز، وصل لأسماعهم أن محمود رمى نفسه في محطة مياه المدينة ليطفئ الحريق الذي استبد به، قالوا إن الحريق أمتد لخزان المياه وأنابيبه التي تمنح البلاد روح الحياة، عادت الناس إلى بيوتها تتفقد صنابير المياه، التهمت النار وجوههم، تروي النساء كيف فقدت أزواجهن وأبنائهن الذكور في حريق محطة المياه.
لم تنته الحكاية عند ذلك، لم تنته الحكاية.