صعّد إخوان ليبيا سعارهم الإعلامي على الإمارات من خلال اتهامها دون أي أدلة بالتدخل العسكري في ليبيا لدعم الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، في خطوة تهدف إلى تبرير العبث التركي الذي توثقه فيديوهات المتطرفين والمرتزقة السوريين الذين أرسلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إضافة إلى الأسلحة والمدرعات والطائرات التركية المسيرة التي صار ظهورها أمرا مألوفا في ليبيا.
وزعم رئيس مجلس الدولة والقيادي في حزب العدالة والبناء الإخواني خالد المشري في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية أن الإمارات تتدخل في ليبيا منذ 2013، في حين نقلت وكالة الأناضول التركية تصريحات للناطق باسم عملية بركان الغضب تتهم عددا من الدول بالسيطرة على قواعد جوية ليبية، لكنه لم يذكر من بين هذه الدول إلا الإمارات.
وقبل ذلك بثت قناة الجزيرة تقريرا مفتعلا بنته على تصريحات مجهولة تفيد بوصول طائرتين إماراتيتين إلى السودان على متنهما مسؤولون إماراتيون “لبحث إرسال مرتزقة سودانيين إلى ليبيا”.
وانطلقت الحملة الإخوانية على الإمارات منذ بدء مهمة “إيريني” الأوروبية لمراقبة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا والتي أثارت غضب حكومة الوفاق باعتبارها ستحد من تدفق الأسلحة التركية إلى ميليشياتها، حيث لم تتوقف وسائل الإعلام التركية والقطرية عن افتعال أخبار عن رصد طائرات إماراتية محملة بالأسلحة ومتجهة نحو شرق ليبيا.
ويهدف اختلاق تلك الأخبار إلى تشكيل رأي عام يبرر تجاهل تركيا لعملية إيريني، حيث تواترت أنباء بشأن استمرار أنقرة في إرسال الأسلحة إلى ليبيا بالاستعانة بفرقاطتين عسكريتين، وهو ما يثبت مخاوف الكثير من المراقبين الذين اعتبروا أنّ من الضروري تسليح مهمة إيريني تحسبا لتحد تركي متوقع.
ويحاول المجتمع الدولي منذ دخول شهر رمضان فرض هدنة وسط دعوات إلى استئناف العملية السياسية، وهو ما يعيقه استقواء حكومة الوفاق بالدعم التركي والتي تناور للقبول بوقف إطلاق النار رغم إعلان الجيش موافقته، ما يؤكد أن ترحيبها السابق بالهدنة لم يكن سوى محاولة لاستغلالها في ترتيب أوضاعها العسكرية.
وقال خالد المشري إن حكومة الوفاق الوطني نظمت صفوفها أكثر بعد توقيع الاتفاقية العسكرية مع تركيا، في نوفمبر الماضي، لكن مراقبين يرون أن أنقرة عززت وجودها في ليبيا فقط بعد الهدنة التي فرضتها بالاتفاق مع موسكو في 11 يناير الماضي، حيث نجحت في تثبيت أجهزة تشويش ونظام دفاع جوي ما تسبب في شل حركة سلاح الجو الليبي الذي كان يستهدف أي شحنة من الأسلحة القادمة إلى حكومة الوفاق.
كما أرسلت تركيا خلال تلك الفترة الآلاف من المرتزقة السوريين من بينهم متطرفون من جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابي، وتداول نشطاء مساء الأربعاء مقطع فيديو يظهر عناصر تتحدث وتقدم نفسها بأسماء دأب تنظيم داعش والقاعدة على إطلاقها على عناصرهما.
وظهر في الفيديو عدد من المقاتلين الذين يضعون شارات حمراء فيما يرتدي بعضهم بدلات تحمل على الكتف العلم التركي، من بينهم اثنان قدما أنفسهم باسم أبوداود وأبوالزهراء الحلبي.
وقال أبوداود في مطلع الفيديو “الله أكبر اليوم الأول من الاقتحامات باتجاه مطار طرابلس الله أكبر والعزة لله” قبل أن يقاطعه أبوالزهراء قائلا “نسأل الله السلامة والحفظ لنا ولكل الإخوة المجاهدين” ليظهر في ما بعد مقاتلان اثنان عرفهما أبوداود بـ”أبوهاجر التونسي” و”أبوعبيدة المقدسي”.
ويحذر مراقبون من خطورة ما تقوم به تركيا على أمن ليبيا واستقرارها بتواطؤ من الإخوان وحليفهم رئيس حكومة الوفاق فايز السراج الذي يلتزم الصمت إزاء إغراق طرابلس بالإرهابيين.
وأعربت الإمارات الخميس عن “رفضها القاطع للدور العسكري التركي الذي يعرقل فرص وقف إطلاق النار، ويجهض جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي شامل”.
ودعت في بيان صادر عن وزارة الخارجية جميع الأطراف في ليبيا إلى الالتزام بالعملية السياسية التي تشرف عليها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، وأشادت في الوقت ذاته بما حققه الجيش الليبي “من تصد للإرهاب”.
وشدد البيان “على دعم دولة الإمارات للحل السياسي للأزمة الليبية عبر مسار مؤتمر برلين”. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول الموقعين على البيان الختامي لمؤتمر برلين والذي يعد وقف إرسال السلاح إلى ليبيا أحد أبرز بنوده.
عن صحيفة العرب اللندنية