عن السلم
……….
نود ان نخبركم عن طموحنا ،دون ان يتسلل الدود إليه. وعن السلْم العالمي الذي تخثرت شرايينه في الضباب ودخان المصانع والحروب . نريد هندسة الكرة الأرضية بطريقة جديدة لا يمكن تقطيعها، كأنها ذبيحة دسمة في يد جزار . نخبركم ان طموحنا ليس كرة حديدية معلقة بقدم فيل ضخم او دريئة يطلق البهلوانيون عليها سكاكينهم الحادة .كل ما في الامر اتكالنا على الخيال ودقات القلوب..والوان الزهور لرسم المجسم الاولي لشكل العالم المبتكر. اننا نرصد الجمال بمجسات عيوننا ، وارواحنا طويلة الاذرع كفروع الأشجار . طموحنا عالي السماء لا يتعدى اشعة الشمس في شروقها وغروبها . هذا هو ميراثنا الذي يتستر بالرحيق وورقة السلام الأخيرة. حلمنا المنمق يشهق ليل نهار بالمعنى العميق لطبيعته المدللة. لقد اعطينا الطفولة صك براءة العصافير ، و سنتواصل معهم عن طريق التخاطر واطلاق الفراشات الملونة . إن المحرقة تشتعل كالشيب في راس العالم ،لذا ابهرنا البلاد بتدفقنا في القلوب والازقة والساحات الهرمة .. والخيم المتجمدة ، وأشرنا للفقر ان يخلع حذاءه ،ويمضي حافيا في الحلم الشهير الذي صنعناه خصيصا له . لن نتأخر عن فتح رئاتنا معلنين عدم متاجرتنا بالنعوش ، او وزن السلم الأهلي على القبان كي نقبض ثمنه. لا نريد سلما يخضع لمئات عمليات التجميل ، وهكذا يفعلون مع الأحلام ،فهي عادة غير شريفة ستؤدي إلى التهلكة . هل تثقون بمبيدات الحشرات أم بمشاعرنا المصفاة بمعامل الغريزة الصافية .؟ نحبكم جدا ، ونحب إعادة ترتيب العالم الجديد ، كما النهر يعيد ترتيب مائه بعيدا في المصب .

١٩_٨_٢٠٢٠