جنوب اليمن يغادر مسرحية الرعب والابتزاز والشمال يتابع حروب الوكالة عن إيران وتركيا

في خطوة متوقعة من جميع المراقبين، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن برئاسة عيدروس الزبيدي حالة الطوارئ العامة في مدينة عدن وجميع محافظات الجنوب، كما أعلن “الإدارة الذاتية” للجنوب اعتبارا من منتصف ليل السبت.

ودعا في بيانه “الأشقاء في التحالف العربي والمجتمع الدولي، إلى دعم ومساندة إجراءات الإدارة الذاتية، وبما يحقق أمن واستقرار شعبنا، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين”.

وعلى الأثر انتشرت قوات كبيرة تابعة للحزام الأمني الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي في أماكن واسعة من مدينة عدن.

انتشرت في عدن قوات الحزام الامني والدعم والإسناد وأمن عدن وفريق مكافحة الإرهاب والبحث الجنائي بشكل كثيف وكانت قوات اليمن الجنوبي وقوات ما تسمى بالحكومة يحوضان معركة ترسيخ النفوذ منذ فترة وخاصة في عدن، عاصمة الدولة الجنوبية منذ الاستقلال وحتى سيطرة الرئيس السابق علي عبد الله صالح على عدن وضمّها عنوة إلى الشمال في العام 1990.

بعد هذا التوحيد الارغامي بقوة السلاح، ساد شعور بالاستياء لدى الجنوبيين من سكان الشمال المتهمين بتوحيد البلاد بالقوة، مما أدى إلى اندلاع نزاعات مسلحة تكررت بعد سقوط حكم صالح وسيطرة ميليشيات الحوثي التابعة لإيران على صنعاء وتحالفها مع الجماعات الارهابية مثل ميليشيات الإخوان “الاصلاح”.

كان رئيس الدائرة السياسية بالمجلس الانتقالي الجنوبي خالد بامدهف في مقال في صحيفة الشرق الأوسط : “لقد وضع شعب الجنوب تحت وطأة الاحتلال الشمالي الذي لا يمتُ لدولة الوحدة بأي صلة”، مضيفاً أن “صنعاء ذهبت بعيداً في تنفيذ مخططها في الاستيلاء على الجنوب، أراضي وثروة، فحلت دولة الجنوب وشردت قادتها وكوادرها وفككت كل المؤسسات المدنية”.

الحكومة اليمنية الهشة:

وفي أول ردة فعل للحكومة اليمنية، وصفت وزارة الخارجية إعلان المجلس الانتقالي بـ”التمرد المسلح“، وقالت: “يأبى ما سمي بالمجلس الانتقالي تحكيم العقل وتنفيذ ما عليه وفقا لاتفاق الرياض ومراعاة الحالة الكارثية التي تمر بها العاصمة المؤقتة عدن، ويصر على الهروب وتغطية فشله بإعلان استمرار تمرده المسلح على الدولة”.

وطالبت المملكة السعودية “الضامن لاتفاق الرياض وقائد تحالف دعم الشرعية بموقف واضح واجراءات صارمة تجاه استمرار تمرد ما يسمى بالمجلس الانتقالي وتنصله من اتفاق الرياض”.

وتابعت: “اعلان ما يسمى بالمجلس الانتقالي عزمه القيام بما اسماه إدارة الجنوب ما هو الا استمرار للتمرد المسلح في اغسطس الماضي وإعلان رفض وانسحاب تام من اتفاق الرياض. ويتحمل ما يسمى بالمجلس الانتقالي وحده التبعات الخطيرة والكارثية لهكذا إعلان”.

من جانبه، دعا رئیس هیئة الأركان العامة في الجیش الیمني الفریق صغیر بن عزیز إلى ضرورة أن “یكون هناك رد واضح تجاه ما قام به المجلس الانتقالي الجنوبي”.

وقال في تغریدة على تویتر: “إلى كل أبناء الیمن الأحرار، المواقف غیر الواضحة تعني ضعف الوازع الوطني”.

https://twitter.com/ymenbenaziz/status/1254213238419591171

ما هي أسباب تفجر الخلاف؟

الخلاف ليس وليد اليوم فهو عائد في جذوره إلى اختلاف الجنوب عن الشمال، ففي الوقت الذي فرض فيه الرئيس الراحل، علي عبد الله صالح، دولة قوية ذات منظومة ديكتاتورية تعتمد على التحالفات القوية، ذهب الجنوبيون ومنذ استقلالهم إلى دولة شعاراتية قائمة على هامش الصراع بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الغربي أيام الحرب الباردة، ففشلت تجربة الجنوبيون مع انهيار المعسكر الشيوعي في العالم وتم ضمه قسرا إلى الشمال ليصبح جزءا هامشيا من صراع أكثر إيلاما وهو صراع أولا العمومة على السلطة.

جاءت أحداث ما يسمى بالربيع العربي، لتعيد مسألة الاختلاف بين الشمال والجنوب إلى الواجهة، وتفجر الصراع مرة أخرى ومع سيطرة الحوثيين على صنعاء وتخلصهم من الرجل الأقوى في اليمن، علي عبد الله صالح بعملية اغتيال مؤتمرة من طهران، فقد الجنوبيون آخر أمل لهم بقدرة اليمن الشمالي على التعافي وسط صراع دموي على السلطة بين قبائل وأحزاب الشمال التي تتقاسم السيطرة عليها جماعات الإرهاب والتأسلم من جماعة الاخوان، التجمع اليمني للاصلاح ، المعروف بتلونه مثل كل فروع الجماعة المتأسلمة، إلى جماعة الحوثي، جماعة انصار الله، التابعة لإيران، حيث يسعى الطرف الإخواني لتنفيذ اجندات تركيا بينما يمثل الحوثي حكومة إيران ومصالحها ولا يخفي الطرفان ذلك، وسط هذه الوكالة المهترئة للجماعات اليمنية وميل الحكومة الانتقالية للاستفادة من أمر الواقع وممالئة الإخوان والحوثيين، وجد المجلس الانتقالي الجنوبي نفسه مرغما على النأي بالنفس واعلان الاستقلال في بادرة يذهب المراقبون إلى تسميته بانقاذ ما يمكن انقاذه في اليمن، فقد انغمرت سفينة تلك الدولة، وبات أمر انقاذها مهمة أقرب للمستحيل،مثل كل الدول التي يعمل ممثلوها ونخبها كوكلاء لدى إيران وتركيا.

https://kalamfisyassa.com

اترك رد