بعد اللقاء التركي ـ السوري.. تغييرات وصفقات في الأفق
كلام في السياسة / وكالات
رجح إعلان حكومة النظام السوري قبل يومين حصول لقاءاتٍ ثنائية برعاية روسية بين رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان ورئيس مكتب الأمن الوطني للنظام اللواء علي مملوك، احتمال عودة العلاقات الدبلوماسية تدريجيا بين تركيا ودمشق، وهدد هذا الإعلان أيضاً مصير عدة أطراف في سوريا، أبرزها فصائل المعارضة المسلحة في إدلب وقوات سوريا الديمقراطية.
وحصلت “العربية.نت” على معلومات خاصة تشير إلى أن “الاستخبارات التركية والسورية تحاولان معاً الوصول إلى اتفاقياتٍ أمنية جديدة بشكلٍ مباشر، بعد سنوات من وساطات روسية وإيرانية بين الطرفين”.
وقال مصدر مطلع لـ”العربية.نت” إن “اعتراف حكومة النظام السوري لأول مرة بحصول لقاء جمع بين ممثليها وممثلي الاستخبارات التركية، يأتي في سياق التمهيد لعودة العلاقات بين أنقرة ودمشق في الأيام القادمة”.
عين على نفوذ الأكراد!
وبحسب تسريباتٍ تداولها الإعلام التركي والروسي فإن “الاستخبارات التركية طلبت من علي مملوك، حجب الدور الكردي الصاعد في بلاده من خلال قوات سوريا الديمقراطية مقابل أن ترغم أنقرة الجماعات المدعومة منها على الانسحاب من إدلب وريفها بشكلٍ مبدئي”، لكن رغم ذلك نفت وكالة “سانا” السورية أن يكون مملوك وفيدان قد تطرّقا لسلاح المقاتلين الأكراد شمال البلاد.
وفي هذا الصدد، قالت مصادر مطلعة لـ “العربية.نت” إن “كلا الجانبين، التركي والسوري، يسعيان معاً للتخلص من خصومهما، فأنقرة لا تريد أن يكون للفصائل الكردية أي نفوذ داخل سوريا، في حين توافق دمشق على ذلك وتطالب أنقرة بسحب جماعاتها المسلحة من سوريا مقابل تنفيذ شروطها”.
صفقة ثلاثية
وتعليقاً على الاتصالات المستمرة بين الاستخبارات التركية والسورية، كشف دارا مصطفى، عضو لجنة العلاقات الخارجية في حزب “الاتحاد الديمقراطي” الذي يعد من أكبر الأحزاب المؤسسة للإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها عن وجود “صفقة ثنائية أو ثلاثية تمّت بين تركيا ودمشق وروسيا برعاية الأخيرة في غضون الزيارة المفاجئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدمشق قبل أيام ولقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد”.
وقال لـ”العربية.نت” إن “زيارة علي مملوك لموسكو ولقاءه بهاكان فيدان مؤخراً كانت لبحث تفاصيل هذه الصفقة، ويبدو واضحاً من خلال الشخصيات المشاركة في اللقاء أن تلك الصفقة أمنية بالدرجة الأولى، خاصة أن الاتفاقيات العسكرية تمّت في سوتشي وبموجبها استعادت قوات النظام الكثير من المناطق في البلاد مقابل تسليم جرابلس والباب ومناطق أخرى إلى تركيا”.
إلى ذلك، استبعد المسؤول في لجنة العلاقات الخارجية، أن يكون اللقاء الاستخباراتي التركي ـ السوري متعلقاً بتحييد قوات سوريا الديمقراطية من المشهد السوري.
وتابع قائلاً إن “الموقف السياسي للإدارة الذاتية أقوى مما كان عليه في السابق، لجهة العلاقات مع الروس أو الأميركيين”، لافتاً إلى أن “وجود أي صفقة لاستهداف سوريا الديمقراطية، سيدفع نحو تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة بما لا يخدم السلام الذي تنشده موسكو لضمان استمرار مصالحها”.
عودة إدلب للنظام؟!
كما علق المسؤول الكردي على تصريحات مملوك التي طالب فيها أنقرة بضرورة الانسحاب من سوريا خاصة من محافظة إدلب، معتبراً أن “تصريحاته تؤكد ربما وجود عرض تركي استراتيجي لعودة العلاقات مع سوريا على حساب إيران مقابل عودة إدلب للنظام وتحقيق بعض المشاريع الاقتصادية كإعادة الإعمار التي ستدر على تركيا عشرات وربما مئات المليارات من الدولارات”.
يذكر أنه منذ منتصف العام 2011 وصل التوتر بين حكومة الأسد وأنقرة إلى الذروة على خلفية دعم الأخيرة لبعض فصائل المعارضة السورية. ورغم ذلك قال مسؤولون مقرّبون من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقتٍ سابق من العام الماضي إن “اتصالاتنا الاستخباراتية لم تنقطع مع المسؤولين السوريين طيلة السنوات الماضية”.