ثورة كانت أم اغتيال وطن
حين ننظر إلى المشهد السوري منذ عام ٢٠١١ إلى يومنا هذا، كيف خرج الشعب مناديا بحريته وكرامته وغيرها من الشعارات التي تقتدى بها ، وكيف جائت فئة من المجتمع لا تفقه شيئا في هذه الحياة سوى سيكارة الحشيش و الخناجر و آخر همّهم وشم رسمة التنين على أجسادهم ،لتتسلق هذه الفئة على أكتاف من طالبوا بحريتهم وكرامتهم ويسرقوا الثورة منهم في ليلة وضحاها ، ويحصلوا على دعم دول مثل قطر وتركيا بعد أن تحولوا فجأةً إلى رجال دين يعظون الناس ويدعونهم للتوبة متناسيين تاريخهم الطويل من الإجرام و التحشيش وكأنّ الشعب أيضا نسي تاريخهم .
ولكن المضحك المبكي أن بعض من الناس أيضا صدقهم و مشي خلفهم ،وبدأ مسلسل الإجرام وقتها في سوريا ، وانقسمت سوريا إلى فئتين، فئة تحارب باسم الثورة والثوار وسموا أنفسهم الجيش الحر، الذي اتضح فيما بعد بأنه كذبة ولا يفقهون في الحرية شيء ، والفئة الثانية الدولة التي ضربت هؤلاء بيد من الحديد ،دون أن تميز المدني من المسلح، الأمر الذي استغلوه واستقطبوا من خلاله المتطرفين من كافة أرجاء الأرض بحجة الجهاد ،ضد دولة تقتل الأبرياء والأطفال من شعبها ، لتجد بعض الدول هنا أنها فرصة مناسبة لتمرير أجنداتها وتدمير سوريا وتحقيق مصالحها ،من خلال جماعات مثل إخوان المسلمين التي لاقت قبولا لدى الفصائل التي تقاتل على الأرض و خاصة عندما وجدوا أنفسهم وجه لوجه مع ألة الحرب التي شنها النظام عليهم ، واليد الوحيدة التي تقدم لهم المال والسلاح هي يد الإخوان بدعم قطري وتركي ،لتتحول قضية شعب طالب بحريته و كرامته إلى قضية تصفية حسابات بينهم وبين الدولة، و لكي تلاقي تلك الفصائل قبولا لدى الشعب ألبسوا أنفسهم ثوب الدين و الجهاد .
وباتت سوريا مسرحا للإرهاب وتصفية الحسابات الدولية والإقليمية ، كل دولة تريد تمرير أجنداتها وتحقيق مصالحها ،و ليذهب بذلك الشعب الذي طالب بحريته و كرامته بين الأقدام وتدمر البنى التحتية في سوريا بشكل شبه كامل ونجلس على أنقاض وطن ،
وتتحول قصة الشعب السوي إلى قصة تراجيدية، تعتبر مأساة القرن الواحد والعشرين بامتياز، لا نعرف فيها من كان الجاني ومن الضحية.
أتراها كانت ثورة أم اغتيال وطن
علي برجس