البيان الأدبي ٦
ولأننا ضد ديمقراطية الحذاء
…………….
بياناتنا كذبة معقولة ، ويمكن أن تصدق ببساطة ، فهي أصدق من كل ما هو صادق.
بها نعلن فوز المرارة على الديمقراطية ، وبها نعلن هبوط الليرة السورية بمظلة يزعق عليها العلم الوطني المقطع الأوصال.
أتعجب من الذين يضعون الوردة في حذاء عسكري ، تخيلوا رائحة الوردة مع رائحة الحذاء … كم من أقنعة واقية للغازات السامة نحتاج ،وللشعارات العالمية :حرية،عدالة ،مساواة .
الديمقراطية مشقوقة اللحم في فردة حذاء عالي النسب .!
أمامي رأيت شابا يرتدي “الزي” العسكري يتمرن ببندقيته على صوص صغير، وحشد يصفق له .
نعلن أننا سنصفق للشعر الحر ، وللشجرة العملاقة التي تزقزق على جانب الطريق.
النسيم عاقل أكثر من العقل البشري .ثم ماذا نفعل بالديمقراطية السامة في أرجاء الكون .. هل نهب لها غبار الطلع بدل الغبار الذري … أم نكتفي بصنع أجنحة لنطافنا الصائد للطرائد؟
الديمقراطية كيس مملوء بالجثث والطحين وخميرة الحروف… تصوروا رغيف الخبز الساخن كيف يكون طعمه في فمكم .؟
لا تعاندونا ، فرجال الوطن مصابون بملاريا الأخلاق ، والنظام الكلي مستنقع للحشرات الضارة .
من السذاجة تبييض الدموع ، كما تبيّض الليرة وودائع الديمقراطية.
شعار الديمقراطية مع شعار الحذاء الوردة ، في الحدائق والظلال وفي الشوارع وعلى الجدران وفي النفوس المعتمة ،غدا سهلا ،مثل هذه التوابيت العابرة.
لا ولا ولا لهذه الديمقراطية الصغيرةّ.
ميلاد ديب -4-7-2013