شد بعضه إلى بعضه وذهب إلى المحافظ ليشرح مشكلته . أراد أن يتكلم لكنه تذكر حنجرته التي بلعها . ولأنه لا يعرف القراءة ولا الكتابة فقد رقص رقصة الرجل الظمآن . ازرق وجه المحافظ من رؤية هذا الرجل القردي. وقد حاول أن يقبض عليه لكن صاحبنا قفز من النافذة وطار حيث الريح حملته بعيدا إلى أحضان امرأة . انزل رأسه ليلحس الماء المتجمع في سرتها. بعد أن انتهى ،جذبته الريح وألقته فوق طاولة خشبية حولها رجال مائيون رشوا قطرات الماء عليه ثم أيقظوا الكهرباء في جسده .. تذكر البحيرة ووجه أمه وبيته الخشبي والقمر بأضوائه الشاحبة . مكعبات صغيرة من البلور خرجت من أنفاق عينيه .. جلده صار ينقط وحلا وحشرات طائرة . حملق الرجال في جسده الضفدعي باندهاش وطارت الأخبار إلى لجنة حقوق الإنسان . هنا بدؤوا بتشريحه .. اخذوا عينة من بوله.. ولعابه.. ولحمه .. ودمه.. نتفوا شعره .. وأظافر قدميه .. وضعوها تحت مئات المجاهر . ماذا كانت النتيجة برأيكم ؟ لقد أعلن الأطباء بكل صراحة ما يلي : أثبتت هذه العينات التي أخذت من هذا الرجل الطيني انه كان يأكل بلورا في صغره.. ويشرب من ماء المستنقعات حتى أصبح مستحاثة عمرها مئات السنين . أطلقوا سراحه فمشى منكس الرأس إلى منتصف المدينة حيث نافورة الماء رفعته عاليا وحولته إلى رذاذ شفاف يرطب الوجوه الناشفة .