داعش وتركيا الحلم والكابوس

تأسست فكرة الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” على الأسس ذاتها التي تعمل عليها جماعة الإخوان المسلمين منذ أكثر ما يقرب من قرن من الزمان، فمن فكرة اللادولة واللاحزب إلى فكرة التمدد اللامتناهي لتشمل العالم كله، فهي ليست جيشا إذا ضربت مطاراته وأجهزة اتصالاته ينتهي، أو أن تحتل جزءا من أراضيه فيعلن الهزيمة، دولة الفضاء المفتوح أو دولة اللادولة، تتمدد هنا وتتقلص هناك، مشروع قيد التشكل ككيان وينهار في أكثر من مكان وقد رأينا التجربة في السودان والصومال وسوريا والعراق وحاليا في تونس وليبيا وغزة.

ثمة عقيدة وأوهام مرضية وتجارب مريرة تجعل من الإخوان رأس مشروع داعش وصندوقه الأسود، فأنصارهم كما قياداتهم يتوهمون بعمق أنهم على حق وبأنهم بصدد إنجاز مشروع أمة بأكملها وبأن تجاربهم وإن فشلت كما هو الحال في السودان ومصر والجزائر وسوريا واليمن والعراق فأنهم قد رسموا طريقا للأجيال القادمة، هنا يقول لسان حالهم لا يكفي هزيمتهم ليعيدوا النظر في مشروعهم وانما يواصلون ما بدأوه من خراب للدول التي تغلغلوا بين ناسها وأصابوها بمقتل.

تبدأ صناعة التاريخ انطلاقا من الجغرافيا “المجال الحيوي”، أدركت شعوب العالم كلها ذلك من ألمانيا إلى روسيا ومرورا بأندونيسيا والصين واليابان، إلا أن داعش وجماعات الإخوان  لا يعترفون بالجغرافيا “المجال الحيوي” وانما يعتبرون أن الحدود ما ترسمه أوهامهم المتضخمة المستندة على أن الكوكب خُلق لهم، فجغرافيات العالم هي أرض مشاع دون أدنى التفاتة لعجزهم عن الاحتفاظ وإدارة جغرافية صغيرة مثل غزة أو الرقة السورية أو تونس حيث لغة الكراهية والقتل ارتفعت  في جميع البلاد التي دفعت أقدارها لتسجل حضورا للإخوان ودواعشها فيها” مصر وتونس وسوريا والعراق وتركيا واليمن والسودان وغزة” بمجرد دخول الاخوان على خط السلطة في البلاد أو في أجزاء منها مما جعل أمر تحالف السكان و الجيران ضدهم واجبا أخلاقيا وسياسيا وضرورة حياتية لا يمكن أن تؤجل.

https://kalamfisyassa.com

اترك رد