شبه
قدم لي أحد الطلاب في عيد المعلم تمثالا صغيرا لرمسيس . وقال وهو يرفعه أمام وجهي : إنه يشبهك كثيرا يامعلمي. وأعجبتني فكرة أن أكون من سلالته ..فجمجمتي بيضوية وذقني حادة وعيناي واسعتان فيهما بصوة الجلالة.
قربته من المرآة.. وبدأت أتمعن به جيدا . وبينما آنا في حالة تأمل ، وإذ بذلك التمثال ينقلب، إلى كائن من لحم ودم….فركعت ثم قبلت قدمه.. فقد خفت ،إذا لم أفعل ، أن يقدمني طعاما للأسود. بدأت طاقيته العالية تطن ،ثم انبثق منها نحل كثير، شكل هالة مضيئة فوق رأسه . قال لي الفرعون : أنت أخي غير الشرعي.وختم معصمي بختم مثلث الشكل.. في وسطه شمس مشرقة . وغادر ليدشن مسلة.. حفر عليها أسماء العشاق ،الذين شربوا السم بشكل جماعي ..فداء له. كانت طالبتي ،التي خرّشت ثديها الأيسر بأظافرها ، قد أقسمت :إذا لم أتزوجها، فستقول لرئيس قبيلتها أنني حاولت اغتصابها . ولأنها كانت كثيرة الشبه بكليوباترا ..فقد عقدت قراني عليها .
ذهبت إلى مدير المتحف وأخبرته بالقصة .أدار معصمي وضحك ملء فيه قائلا لي: هذا الختم للسجناء الخطيرين المحكوم عليهم بالموت . غادرت غاضبا.. فوجدت نفسي في نفق طويل .. كان معدا من قبل لفرار الملوك ، ومشيت تاريخا كاملا من الجوع والعطش . و أخيرا وقعت مغشيا علي .وحينما استيقظت وجدت نفسي مربوطا إلى لوح حجري ,وعلى رأسي طاقية عالية تطن بالذباب وحولي أفاع ضخمة . .تزحف وتزحف باتجاهي.