ممر في الجحيم
الطريق الفائض،حجم المعنى الزائد .
كل صباح تسيل أفكاري مع الدم ، وفتات الخطوات عليه.
كل صباح أحاول أن أخيط جروحه بدموعي … لكن عيني تتبخران.ماذا أفعل بالنهار الذي يعقد شعره الأحمر حول رقبتي الشاهقة بالغناء .
الطريق الذي بلا سماء يشهر عتمته….
وما يزال العابرون يستخفون بالإسفلت ،و بأشجار فقدت هويتها وعصافيرها .
كل صباح أمشي في نفس الطريق ..إلى مدرستي ، ولا أصل. كان عليّ أن أفكر بالوطن،وبتلك الكذبة المجيدة .. حتى أصدق الهاوية والتوابيت ، وعضة الأنثى الوالغة في رئتي.
صديقتي التي بجانبي دائما تحك أظافرها بيدي ، وتخبرني أنها ورثت أنوثتها من لحم شريف .كنا نمشي هكذا دون أن نعرف إلى أين ……! وكل القذائف التي نبتت حولنا، لم تدلها على الحفرة في قلبي .
غدا سأقدم نفسي إليها،وأخبرها بالجثة التي تنام في شراييني ، علها تقضمها بأسنانها الفاحمة من شرب قصائدي ودمي الفاسد.
كل صباح يتعرّق الطريق ، ويتشقق لحمه .. ماذا أفعل بكل امتداده الشائع ؟. قد أجعله يتدلى على كتفي ،مثل ذراع متفسخة. وأقول للمارة : هذا الآخر استعمر اللحظة التي أسكنها ، فلم يميز بين المكان والمكانة .
مرارا قلت لصديقتي ، لنذهب في طريق آخر ،لكنها كانت تزرع لسانها في أذني،لتفتح ممرا قصيرا إلى الجحيم .