وصية
يحكى ان ملكا عجوزا أصابه مرض شديد ، وعرف أن موته قريب جدا ، أقرب إليه من أصابع يده ، لذا قام بمصادرة كل أملاك العامة ،وضمها له .ثم امر بان يخدم شخص من كل عائلة الملك بلا اجر مدة سنة كاملة. جن جنون الناس وتعالى شتمه في البيوت محكمة الإغلاق ، واحمرت وجوهم من الغضب لكن دون ان يجرأ احد على إظهار رفضهم لكل قراراته الظالمة خوفا من انتقام رئيس العسس منهم.. فقد توعدهم برفع المشانق ، وإقامة الحد بتهمة الخيانة العظمى . مر يوم على القرار الجائر الذي فرض على شعب المملكة . والملك بقي على حاله ممددا على سريره المرصع بالذهب والالماس منتظرا الموت. وتوالت الايام بطيئة وقاسية . فقد انحبس المطر الغزير ويبست بذور القمح تحت التراب الجاف . فعاد الملك واصدر امرا جديدا بزيادة ضريبة اخرى على شعب المملكة الطيب . وفي ليلة من الليالي المقمرة تفجرت الموسيقا والالحان واصوات الفتيات الجميلات . وحل الرقص والهرج والمرج في البلاط الملكي. هذا ماطلبه الملك من ابنه الذي سيرثه ، ثم همس في أذنه بصوت مرتعش بعض الكلمات . ابتسم ولي العهد وانحنى امام سرير والده وغادر . ولم يمض وقت طويل حتى أعلن عن وفاة الملك الأب المعظم . بعد الجنازة المهيبة ، ألغى الملك الابن كل القرارات التي سنها أبوه . فأعاد الاملاك إلى اصحابها والغى الضرائب ، واطلق سراح المسجونين ، وكل الاشخاص الذين خدموا مجانا في قصره… ففرح الناس وهتفوا بحياة الملك الجديد. لكنهم لم ان يعرفوا ان الملك الاب قد كتب في وصيته هذه القرارات الجديدة للملك الابن كي ينفذها ويكسب حبهم ….