أردوغان الحليف السرّي لألمانيا وخليفة هتلر

             هل يستكمل أردوغان مهام أدولف هتلر؟

كانت الصفحة مفتوحة على صورة للرئيس التركي، رجب أردوغان، قالت صحفية فرنسية يمينية، أوه أنها صورة جميلة لهتلر، قلت لها، لا هو خليفة هتلر، رجب طيب أردوغان، المتزعم خلافة المتأسلمين، انتهى الحديث يومها، لأن الزميلة اليمينية تنظر إلى المسلمين جميعا باعتبارهم كائنات ينقصها التحضّر وحسن الاختيار، نسيت الحكاية حتى اتصلت اليوم لتعتذر عن عدم فهمها لما قلته لها منذ سبع سنوات، جاء اتصالها على أثر تصريح وزارة الخارجية اليونانية الاثنين، 10/8/2020 أن على تركيا وقف الأعمال غير القانونية في شرق البحر المتوسط، واصفة هذه الأنشطة بأنها ” استفزازية وتقوض السلم والأمن في المنطقة” وحسب وكالة “رويترز” فأن الخارجية اليونانية شددت على أنها ” لن تقبل بالابتزاز وستدافع عن حقوقها السيادية”.

جاء تأكيد الخارجية اليونانية على الدفاع عن حقوق بلادها السيادية أثر إخطار تركي في وقت سابق بأن السفينة التركية “أوروتش رئيس” ستجري مسحا زلزاليا في منطقة متنازع عليها بشرق البحر المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين ويشمل الإخطار منطقة من البحر تقع جنوب أنطاليا التركية وغرب قبرص ويستمر من اليوم إلى غاية 23 الشهر المقبل، وكان إخطار مماثل في الشهر الماضي قد أدى إلى صدام يوناني تركي مصري، هدئ بعد تدخل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعلقت تركيا على أثرها عملياتها.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبعد أن وقعت مصر واليونان اتفاقا يوم الخميس 7/8 تم فيه تعيين المنطقة الخالصة بين البلدين في شرق المتوسط حسب القوانين الدولية مما يبطل اتفاق أردوغان مع حكومة الميليشيات الإسلاموية التابعة لأردوغان في ليبيا، عاد إلى عدوانيته وأعلن استئناف بلاده أعمال التنقيب عن الطاقة في المنطقة، متذرعا بأن اليونان لم تف بوعودها بشأن هذه المسألة فأين هي المشكلة؟ وإلى أين تؤدي خطوات أردوغان وتجييشه للمسلمين؟ هل سيكون المسلمون وقود حرب عالمية ثالثة بعد أن سالت دمائهم في بلادهم وتحول الكثير منهم إلى مرتزقة لدى أردوغان؟.

غضب أردوغان على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان جاء على أسس ومعايير لا سند أخلاقي أو قانوني أو ديني لها، فأولا: كي تبدأ أي دولة بالبحث عن الثروات في البحار، لا بد أن تحدد الجرف القاري الخاص بها طبقا للاتفاقية الخاصة بها والتي تحظر على أي دولة أن تتجاوزها ولكن تركيا وإسرائيل هما الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان لم تودعا حدودهما البحرية في الأمم المتحدة، وتركيا هي الوحيدة التي لم توقع على اتفاقية الأمم المتحدة لتقسيم البحار.

يتشارك أردوغان وحزبه الاسلاموي مع الأحزاب القومية التركية المتطرفة بوهم متضخم اسمه ” الوطن الأزرق” وهو باختصار حدود الدولة العثمانية قبل 300 عام، يروج أردوغان أنه سيلغي قريبا اتفاقية منترو الموقعة في العام 1936 والتي حددت دور تركيا في مضائق الدردنيل والبسفور وبناء على الوهم المتضخم يقول أردوغان بأن تركيا ستسيطر على كل مياه شرق المتوسط وتتحول مضائق الدردنيل والبوسفور من مضايق عالمية إلى ممرات داخلية تركية إلى جانب السيطرة على البحر الأسود وصولا لشبه جزيرة القرم، وقد كشفت المخابرات الفرنسية عن خرائط مسربة من جهاز المخابرات التركية فيما عرفت بوثائق “مسجد تولوز” توضح خريطة الوهم التركي الممتدة من الصومال واريتريا جنوبا وحتى القرم وبلاد التتار” تركستان الروسية” شمالا ومن الخليج العربي شرقا وحتى المغرب غربا.

تنص الاتفاقية الموقعة بين إيطاليا واليونان لترسيم الحدود 8 يونيو 2020 إن لجزيرة كريت اليونانية مياه إقليمية 12 ميل بحري وبذلك تصبح الحدود البحرية لتركيا شرق جزيرة كريت وليس جنوب الجزيرة اليونانية وهذا يؤدي بأن الدول المتشاطئة لليبيا على الجانب الأوروبي هي اليونان وليس تركيا ونتيجة لذلك فإن الاتفاق الموقع بين أردوغان وحكومة الميليشيات الاسلاموية في ليبيا الموقعة في نوفمير 2020 غير ملزمة لأي طرف دولي ولا قيمة لها وأضاف الاتفاق المصري اليوناني آخر طلقات الرحمة على الاتفاق الأردوغاني مع أزلامه، لذا لم يتم إدراج اتفاقياته ضمن الاتفاقات المعترف بها من طرف الأمم المتحدة، بذلك أصبح وهم أردوغان الذي بشّر الترك بمليارات الدولارات من عائدات غنائم نفط وغاز ليبيا المحتلة مجرد زوبعة اخوانية لا تقدم ولا تؤخر.

عود على بدء في موضوع التطابق بين أردوغان وهتلر فأن المراقبون في العالم يتابعون خطوات هتلر تركيا ومعه جمهوره من النازيين الاسلامويين في العالم، ويقارنونها بأوهام هتلر ولكن الجميع يتوقف عند نقطة في غاية الخطورة وهي الدعم غير المباشر الذي تقدمه ألمانيا لتركيا منذ الدولة العثمانية وحتى يومنا هذا؟ هل سيسكت العالم عن صعود هتلر تركيا إلى ذروة الهياج؟ أم أن ذهابه نحو السيطرة على طرق المياه سينهي الوهم المتضخم؟ الأيام حبلى بالإجابات ولكن تركيا لن تستطيع التقدم إلى الأمام ولو خطوة واحدة.

https://kalamfisyassa.com

اترك رد