أسئلة سورية للمشير الليبي حفتر

منذ عودته إلى دائرة الأضواء، يواصل المشير الليبي، خليفة حفتر، الصعود إلى الدائرة الأولى من دوائر صُنّاع مستقبل ليبيا ومؤسسي دولتها الثالثة بعد انهيار الثانية التي تمثلت بمنظومة العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، بتدخل قسري من الغرب، تدخل قال عنه الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما وشاركه في ذلك البرلمان البريطاني وغالبية الساسة الغربيين في جدول مراجعتهم للأخطاء التي وقعت واتفق الجميع أن من أكبرها هو التدخل العسكري في ليبيا ولكن حصلت المراجعة كالعادة بعد فوات الأوان، وشكلت نتائج هذا التدخل مبررا كافيا لعدم التدخل في سوريا لاحقا، رغم توفر الأسباب الكافية لذلك حسب وجهات نظرهم.

كان لصعود الحركات الجهادية وبرعاية مباشرة من دولتي قطر وتركيا بحكم سيطرة جماعة الإخوان على مفاصل الدولتين الأساسية، العنوان الأبرز لكارثية التغيير في ليبيا، فارتطمت المحاولات الليبية المتكررة لصياغة المشهد حسب مصالح الأغلبية بحائط الفساد والإرهاب والقتل والكراهية والاتجار بالدين المدعومين من قطر فمن مقتل اللواء عبد الفتاح يونس إلى التخلص من كل الرموز السياسية والفكرية والثقافية والإعلاء من شأن المتورطين في عمليات إرهابية عابرة للحدود كانت الدولة تنحدر إلى مستنقع الفوضى والدماء وسلطة الميليشيات المتقاتلة على الغنائم، البشر لدى الجماعات المتأسلمة هم غنائم وأسرى حرب، هنا ظهرت الحاجة الملحة ليبيا وفي الاقليم لظهور قادر على إعادة جمع الأوراق التي بعثرتها رياح السموم القادمة مع قطر وتركيا وممثليها من ميليشيات اسلاموية متطرفة.

تصدى المشير خليفة حفتر للمهمة بعد عودته الثانية من الولايات المتحدة الامريكية 2014 ، حيث يقيم منذ أكثر من عقدين ونصف، عاد خلالها في العام 2011 للمساهمة في صياغة بلاده ما بعد انهيار نظام القذافي، واستطاع خلال فترة وجيزة على استتباب الامن في الشرق والجنوب الليبيين وإعادة تأسيس جيش وطني ليبي ينتمي لحاضنته الاقليمية وعلى علاقة وثيقة بمراكز الثقل والاعتدال في المنطقة العربية والعالم.

ما زال المشير يواصل خطواته في إعادة ليبيا إلى سكة الدول القادرة على التعامل مع معضلات الامن والارهاب العالمي وتوج عمله المتواصل في تفويضه للمهمة الأصعب وهي انقاذ ليبيا والليبيين بتحريرها من سلطة الميليشيات الارهابية واسقاط حكم الاخوان واخراج المستعمر التركي ومرتزقته من كافة الأراضي الليبية، وكما قضى على أبناء الميليشيات الأوضح، الذين اطلقوا على انفسهم تنظيم الدولة الاسلامية سيستطيع المشير حفتر وبهمة الجيش الوطني الليبي من استعادة ليبيا من قبضة الهمجية المقنعة بلبس الدين.

https://kalamfisyassa.com

اترك رد