أكراد العراق بين مطرقة إيران وسندان تركيا

هي أحوال المناطق المغلقة،

كانت المناطق الكردية في العراق ولم تزل أرضا لخصومات الترك والإيرانيين وبوابة لهم لغزو الشرق العربي، هكذا شاءت أقدار الجغرافيا والتاريخ للكرد أن تكون خيارات الكرد في بناء دولة أقرب للمستحيل وتتحول كردستان إلى صخرة ثقيلة يحملها الكردي صاعدا جباله الوعرة.

حسب تقرير في جريدة أخبار الخليج البحرينية منذ عامين “8ـ5ـ2018 فقد “كشف قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردي أن السفير الأمريكي في بغداد دوغلاس سيليمان أبلغ زوجة جلال طالباني وقياديين في الحزب انزعاج واشنطن من التغلغل الإيراني في مدينة السليمانية وفي داخل الحلقات القيادية العليا للحزب. وبين المصدر الكردي وهو قيادي مقرب من إيران أن السفير الأمريكي أبلغنا بأن واشنطن لن تسمح بالتمدد الإيراني في كردستان وأن الولايات المتحدة ستعيد حساباتها في تعاملاتها مع القادة الكرد إذا لم تلمس إجراءات واضحة توقف تغلل الحرس الثوري الإيراني داخل السليماني” علما أن الرئيس البارزاني كان قد شكر إيران التي كانت أول المبادرين للوقوف مع إقليم كردستان أثناء اجتياح داعش للإقليم وتوجهه نحو العاصمة هولير ، حسب زعمه، وحدد بالثناء والشكر، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس سابقا، الذي اغتالته الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا.

إلى جانب ذلك يذهب خبراء وساسة مهتمين بالشأن الكردي إن واشنطن منزعجة من الحزبين الكرديين الحاكمين في إقليم كردستان معا لكنها تميل الكفة لطرف مسعود الببارزاني لتشجيعه أكثر للذهاب أكثر نحو تركيا وخدمة مصالحها في كردستان الذي يبدي استعداده دائما للذهاب إلى الأقصى نكاية بحزب طالباني، كما حصل أثناء طلبه الدعم من صدام حسين لإنقاذ عاصمة الإقليم المهددة من طرف طالباني المدعوم إيرانيا وكلنا يعرف عن تفاصيل دخول الجيش العراقي ومحاربته إلى جانب بيشمركة البارزاني في مواجهة بيشمركة الطالباني المدعومين إيرانيا .

تعرف واشنطن جيدا أن بوابات كردستان من منطقة السليمانية مفتوحة أمام دخول وخروج الحرس الثوري وأن هناك منافذ سرية لدخول البضائع غير المرخصة كالمخدرات وغيرها من إيران وإليها بعلم السلطات الكردية وبدعم منها وأن هذه البوابات وغيرها من النقط الاقتصادية التي تدر عائدات كبيرة مثل النفط وبوابة إبراهيم الخليل شكلت أحد أهم أسباب الصراع الدموي بين بيشمركة البارزاني والطالباني والذي تسببت بمقتل الآلاف من الشباب الكرد، حيث كان تقاسم عائدات هذه البوابات هو أساس المصالحة التي أجبروا عليها برعاية أمريكية بعد حروب ماراثونية بينهما.

لا تتخوف واشنطن من مخطط إيراني مزعوم لإنشاء إقليم في مدينة السليمانية وعزلها عن أربيل وربطها بإيران اقتصاديا وأمنيا وسياسيا والضغط على بغداد لدعم هذا الإقليم كما تذهب بعض الآراء الراغبة في رفع المواجهة بين الطرفين الكرديين في إقليم كردستان العراق .

ورغم نفي قادة في حزب الاتحاد الوطني الكردي لهذا المشروع فإن مقربين من هيرو إبراهيم زوجة جلال طالباني يتهمون قياديين في حزبهم بالولاء لإيران ومحاولة تحويل السليمانية إلى ساحة للنفوذ الإيراني.

كان رئيس الجمهورية الأسبق جلال الطالباني المنحدر من السليمانية قد كشف أن إيران ضغطت عليه لمنع المصادقة على سحب الثقة من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وتأتي أهمية مدينة السليمانية بالنسبة إلى إيران من كونها تشكل عمقا استراتيجيا للمشروع الإيراني في العراق، فضلا عن أن إيران ترى أن السليمانية كانت تابعة لها قبل عام 1848 وفي ذلك العام تم عقد اتفاقية ارضروم الثانية بين المملكة الفارسية (إيران حاليا) وبين الدولة العثمانية التي كان العراق تابعا لها، فتم بمقتضى هذه الاتفاقية تبادل الأراضي بين الدولتين إذ أصبحت السليمانية وما حولها تابعة للعثمانيين مقابل التنازل عن الأحواز لإيران فهل ستتنازل أمريكا لتركيا عن أربيل والسليمانية لإيران؟ أم أن بقاء المنطقة تحت سيطرة وكلاء الطرفين الإيراني والتركي هو قدر الكرد وحلمهم كردستان؟.

اترك رد