أمومة
ذات يوم سمعت خروفا صغيرا يثغو بجانب شجرة الليمون .. حيث كنت أواعد تحتها جارتي الجميلة، التي استبدلتني بذلك الخروف الجار الجديد لي. فانقطعت عني .. ورفضت حتى أن أطبع قبلة واحدة على شفتيها النديتين. كنت أراقبها بحسرة ..وهي ترضعه برضاعة الحليب ، واحيانا عندما تلقمه حلمة صدرها . كبر الخروف ، وأصبح سمينا قادرا على مصاحبتها إلى البقال والخباز وحتى الجزار، الذي كان ينظر إليه بمودة قاتلة . في أول صباحات عيد الأضحى حدث شيء لم تكن تتوقعه جارتي ، فقد استيقظت باكرا على ثغاء متقطع ومبحوح ونداء مكلوم .. خرجت الى امام بيتها ،فرأت زوجها العاقر يمسك بسكين الجزارة ، وتحت ركبتيه خروفها الملطخ بالدماء، فجنّ جنونها. عندها اندفعت نحوه وانتزعتها من يده القانية ، وبدأت تطعنه بغضب، وهي تصرخ : لماذا قتلت ابني الوحيد ؟ لماذا.؟
أمومة
29
previous post