أنتم لاتحلمون ..أليس كذلك؟
فكروا بما سأقوله لكم وحاولوا أن تخلدوا للنوم.. وإن لم تسمح لكم الظروف .. فلا تفعلوا شيئاً سوى الترقب .
إن تبخر النوم خير من أن يسرق من عيونكم . أنصتوا جيداً , لما سأقوله لكم .. فربما هي المرة الأخيرة التي أراكم بها :
البارحة سمعت خر مشات على الجدار الخلفي للبيت ، واعتقدت أن قطاً يزور القمامة . أغمضت عيني بعد أن ألصقت صورة حبيبتي في مخيلتي لكن .. لو تعرفون ماذا حدث بعد ذلك … آه .. يا أصدقاء وجهي .. أو ما تحت وجهي . اللعنة .. كيف سأقنعكم بذلك ؟.. سأتابع وليكن ما يكون.. فحينما أغلقت عيني .. سمعت اصطكاك أسنان ثم عملية هضم لوجهي.. وانهمرت الدماء على لحافي المتسخ وعلى كتابي الشعري الوحيد الذي أصدرته حديثاً . نهضت مذعوراً .. متألماً .. وركضت بأقصى سرعة ٍ إلى الخارج .. وتحت شجرة جوز كبيرة توقفت متألماً من تلك الكتلة الدامية .. ثم أطلقت ضحكة أيقظت الموتى . لم يكن دماً .. إنها دموعي .. إنها دموعي ولا غير . أرجوكم لا تذهبوا ودعوني أكمل حديثي . عدت إلى غرفتي .. نظرت إلى المرآة المهشمة , حدقت ملياً فيّ .. لكن لا شيء .. لا شيء .. لا ندوب ولا جروح أو خر مشات . لست مجنوناً.. لا تضحكوا . المهم أنني حاولت النوم .. لكن الأصوات عادت من جديد .. تلك الخرمشات الخفية لم تكن وهماً . أردت أن أهرب .. منهم .. كانوا بالآلاف .. لا تضحكوا أرجوكم .. وبدؤوا بتمزيقي .. ثم شربوا دمي وأكلوا عقلي .. كانوا بمخالب دخانية أقصد هلامية .. لا أعرف وبأفواه مملوءة بالأنياب الناتئة كانوا كأنهم لم يكونوا.. أنصتوا .. أنصتوا الآن .. انظروا إلى البلور . هل تصدقون . لم يبق فيكم قطرة دم مثلي تماماً .. هل تصدقون الآن ؟ أنتم لا تحلمون أليس كذلك ؟