إضراب عن الطعام
عليكم معرفة حقيقة ما جرى لي ، فقصتي لاتشبه اي قصة سمعتموها او عشتموها . ارجوكم اصغوا إلي ،فليس لي الوقت الكافي ، لأبقى معكم طويلا ها هنا: بكل بساطة ، انا إنسان ميت . حقيقة . امعنوا النظرفي وجهي الأصفر، وجسدي النحيل . حدقوا جيدا بي . فأنا لست سوى هيكل من عظم يلتصق به جلد شاحب . لكن كيف حدث بي هذا بعد أن كنت فتى معافى ومخصب .فسأقول لكم كل شيء : لقد اضربت عن الطعام عام ٢٠١٥ رفضا للحرب الأهلية الدائرة في بلدي . رفعت راية في وسط ساحة تفصل الموالاة عن المعارضة ، وكتبت عليها بدمي : لا للحرب نعم للسلام . كنت رغم انهمار الرصاص والقذائف والمطر والثلج والرياح العاصفة والجوع ، صامدا اعيش يومي متأملا ان تتوقف المعارك . ويعود الطرفان الى طاولة الحوار ، ويحل السلام في النهاية . وبعد مرور شهرين على إضرابي عن الطعام ، وكنت بين الحياة والموت . جاءني شخصان من طرفي الصراع. رفعا السلاح في وجهي وقالا لي ، احمل تابوتك واذهب من هنا . لا نريدك ان تصبح بطل سلام على حدودنا . فبعض الرجال صدقوا كلامك ، واصبحوا ينادون بوقف الحرب .ويدعون لرفع رايتك، وعندما رفضت أطلقوا الرصاص علي ، فمت . أقصد إنني لم امت كليا . فكان لي قدم تمشي في الحياة والثانية في الموت . وصرت انتقل بخفة الهواء في قلب المعارك وبيدي رايتي التي رفعتها عاليا . ادعو الساسة للسلام والكياسة . لكنهما في النهاية ، زملوني برايتي وربطوني ثم رموني في بئر عميق . وبقيت هناك أكثر من شهر حتى مروركم ، وسماع أنيني الطويل ثم إنقاذي . إن لم تصدقوني ، فأرجو منكم ان تحدقوا بجسدي المثقوب بالرصاص ، وتقتربوا لتجسوا قلبي الذي بلا نبض . حسن .هل صدقتم الآن بعد ان لمست اصابعكم صدري الممزق . شكرا لكم . سأحمل رايتي القديمة ،وسأذهب من جديد إلى قلب المعارك مناديا لرمي السلاح وإحلال السلام .وداعا الآن.