إلى ابنتي في عيدها الثالث
……..
اليوم عيد ابنتي ، قلت لها: كل عام وانت بخير ، وقدمت لها هدية صغيرة ، هي ناي تناسب طول إيقاعها البريء . اخذتها بأصابعها الراقصة ،وضحكت. وكانت ضحكتها حدائق وعصافير وغابات . قالت لي : بابا . بحبك كتير . هل تعرفين انني كنت قبل ان تولدي جزءا من العتمة والظلال والسنين الذابلة والحروب . وكنت اعزل بلا أشجار وورود وحروف وسطوع شائع. مرة ضممتني بشدة وقلت : انت بيت بدفا فيك بابا . حقا تفاجأت بما قلته .فانا ابن المدن المهدمة والأرض الباردة .. التي تدفن اولادها بالصقيع والزنازين والسواد والدموع الكالحة. كم كنت خائفا في الحرب ان تأتي بصبغة حمراء ، لكن عند اول نداء منك افرغت سقوط القذائف من السماء ووثقت بالحياة اكثر . كل شيء كنت المسه بك … يصير مكانا صالحا للفرح ولسلالة نقية من الغناء . لم استطع قياس العالم إلا حينما امسكت بإصبعي . اول مرة بالضبط في ١٣..١٢..٢٠١٧ .كنت خاليا من تفسير العاطفة الصافية ..لكن بماذا اريد ان اؤمن اكثر من الطفولة؟ .. أعتقد ياصغيرتي أن فراغ العالم مجند بالكامل لزراعة الرصاص والصواريخ وانفاس الأجساد اليابسة .وانت المخلص من زعقات متأصلة في منبتها القبيح. حبيبتي الباقية كغمغمة نهر عابر للقارات ، كنهار يهوى ملاعبة العيون الحالمة. كأرض منتسبة لأوشام قدميك المعشبة . أحبك.. وكل عام وانت نشيدي .