إنني أنتظر الشرطة
إنني أنتظر الشرطة
………
لقد قضي علي تماما . إنها النهاية . صدفة كنت على شرفتي عندما رموه في سيارة سوداء. حاولت أن أدخل ، لكن الضحية جاري ، ويعرفني جيدا . قبل ان يدفن في قلب السيارة رفع رأسه نحوي وصرخ : إلى متى ستظل بلا هدف؟ في الحقيقة انا صدمت من كلامه ومن توجيه اتهامه لي . لماذا قال ما قاله .؟ وفي هذا الوقت بالذات. فكرت كثيرا به حقا . فكلنا يدرك انه لن يكون له عودة الى هذا الحي مرة أخرى .إلا الى المقبرة . ببساطة ذهلت من شجاعته اللامحدودة في كسر رتابة الخوف المستوطن في النفوس . عرفت من صديقي الصدوق ما حدث معه بالتمام والكمال. فاليوم صباحا ، شتم جاري تاجرا فاسدا كان يبيع بضاعة كاسدة ، ولأن التاجر كان اسمه مطابقا لاسم الملك فقد شكاه للشرطة ، واتهمه بشتم ذات صاحب الجلالة، فاعتقل على الفور . أما فيما يخصني ، فبعد ان حاكاني جاري المعتقل علنا امام حشد من الناس ، انقلبت الامور راسا على عقب وتأزمت لدرجة أن زجاج نافذتي كسر على ايدي غاضبين . وعلت صرخاتهم الاحتجاجية ضدي وصدحت هتافاتهم التي تدعو لمحاكمتي بتهمة الخيانة والإرهاب . ماذا يحصل قلت في نفسي ؟.أين وعيهم وفلسفتهم في كل ما حدث . هل يعلمون ماذا يفعلون ؟.بالتأكيد ،لا . المهم نظرت من خلال شظايا زجاج نافذتي المحطم فرأيت المئات منهم يتجمهرون في الحديقة، التي تحولت إلى بؤرة اعتصام تنادي بزجي في السجن وإعدامي. فرفعت الخيام ، واستوطنت المكان عربات لبيع الفول والسندويش والعرانيس والبوظة . واقيمت منصة للمسؤولين المهمين كي يتميزوا عن غيرهم . احترت حقا بالذي يجري ،فشهقت وبلعت ريقي ، وشتمت جاري الذي رأيته في الطريق مصادفة قبل هذا اليوم المشؤوم ،فأوقفني ، ثم أخبرني أنه يجدر بي ان التزم بقضايا الجماهير ،وان اتخذ خطا وطنيا لا ذاتيا . وأنه من الضروري ضم الوطن الى حضني لا المرأة . أنا الآن مسجون في شقتي ، ولااستطيع الخروج ، وسلتي الغذائية نفدت وكذلك الغاز . والماء قطع عني . ولاخبز هاهنا . لاشيء ابدا . وقد اتخذت قرارا بان اسلم نفسي للشرطة وساعترف بأنني مذنب جدا في عدم ضم الوطن إلى حضني اتصلت بهم وهاانذا انتظرهم بفارغ الصبر .