تستمر النيران في التهام مساحات واسعة من الغابات في الساحل السوري منذ ايام عديدة , وسط عجز الحكومة السورية على اخمادها , وذلك فيما لم تبادر روسيا الى تقدم يد العون للحكومة السورية للسيطرة على تلك النيران التي بات من الصعب السيطرة عليها بسهولة نظراً لتوسعها.
ولاتزال الحرائق تلتهم مساحات واسعة من البساتين والغابات في مناطق الحكومة السورية في ريف حماة الجنوبي الغربي والشمالي، بسبب زيادة سرعة الرياح وسط عجز شبه تام لفرق الإطفاء عن إخمادها، حيث لاتزال الحرائق مشتعلة في غابات وبساتين مناطق “عين حلاقيم” و “شطحة” و “الحيلونة” و”حزور” بريف مصياف الجنوبي والغربي، ومنطقة الغاب، ووصلت مساء الأمس تعزيزات لعناصر من قوات النظام حاملين أدوات بدائية لاتصلح لإطفاء مثل هكذا حرائق، كما رصد المرصد السوري نزوح لعشرات العوائل من قُرى وبلدات ريف مصياف بسبب الدخان الذي غطى قراهم وبلداتهم ما يسبب بصعوبة في التنفس بالإضافة إلى خوفهم من امتداد النيران ووصولها إلى منازلهم, وفقاً لما افاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان المرصد السوري قد رصد مساء الأمس، توسع الحرائق على السفح الشرقي لسلسلة جبال اللاذقية ضمن المناطق الإدارية لمحافظة حماة، في الغابات الحراجية الواقعة ما بين قريتي عين حلاقيم وعين شمس بريف مصياف، واقتربت النيران من المنازل السكنية هناك، كما التهمت مئات الدونمات من الأراضي الزراعية.
وغطت سحب الدخان مناطق واسعة من ريف إدلب وجبل الزاوية، جراء تجدد اشتعال الحرائق في أحراج قرى نبل الخطيب وناعور شطحة بسهل الغاب شمال غرب حماة.
وتتسبب أدخنة الحرائق باختناق الأهالي وتعكير الجو، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في هذه الأوقات.
وتندلع الحرائق ضمن غابات وأحراش ريفي اللاذقية وحماة في أماكن وعرة لا تصلها آليات ووسائل فرق الإطفاء، حيث التهمت النيران مساحات كبيرة دون استخدام الطائرات المروحية لاخمادها وسط عجز الفرق العاملة على الأرض من إخمادها، بينما ألقت الطائرات المروحية أكثر من 78 ألف برميل متفجر على رؤوس المواطنين المعارضين منذ العام 2014 وفقا لتوثيقات المرصد السوري.
وكان المرصد السوري رصد، أنه لا تزال النيران تلتهم غابة محمية الشوح والأرز في منطقة صلنفة في ريف اللاذقية الشمالي، بينما تمكنت فرق الإطفاء من إخماد جميع الحرائق في ريف اللاذقية بعد 3 أيام من العمل المتواصل في أكثر من 20 موقعا، بينما وصلت حرائق ريف مصياف وحماة إلى القرى المأهولة بالسكان، ما أدى إلى نزوح العائلات إلى أماكن أكثر أمنا.
وتشهد الغابات والمناطق الحراجية حرائق موسمية مفتعلة تتجدد مع كل عام، لتعدي فئة من المتنفذين على الأملاك الحراجية والغابات وقطع الشجيرات واستخدامها في صناعة الفحم بسبب ارتفاع سعره وغلاء المحروقات، إضافة إلى استثمار الأراضي وزراعة أشجار الزيتون في مكانها لاستملاك الأراضي لاحقا.
وكان حريق ضخم نشب في محمية الشوح والأرز في صلنفة، والتي تعد من أكبر المحميات الطبيعية في سورية.
كما لم تتمكن فرق الإطفاء من اخماد حرائق ريف مصياف التي طالت مئات الدونمات من الغابات الحراجية.