تشهد مناطق شمال شرق سوريا استياء شعبي واسع في ظل ضعف الخدمات الاساسية التي تقدمها الإدارة الذاتية , مما دفع أهالي ريف دير الزور وتل حميس شرقي الحسكة بالخروج في مظاهرات شعبية , مطالبين الإدارة الذاتية بتحسين أوضاعهم المعيشية في ظل تطبيق قانون “قيصر” , فيما كانت هناك تهديدات على مواقع التواصل الاجتماعي للإدارة الذاتية بخروج سكان قامشلو/ قامشلي وعامودا في مظاهرات للاسببا ذاتها.
تعيش مناطق الإدارة الذاتية بشمال شرق سوريا استياء شعبي واسع , نتيجة استمرار انقطاع المياه والكهرباء وعدم توفر الخبز, وضعف في تقديم الادارة للخدمات الاساسية بمناطق ادارتها , على الرغم من ان المنطقة التي نتحدث عنها غنية بالموارد الطبيعية والثروات الباطنية , إلا أنه لا يتم وضعها في خدمة سكان المنطقة.
ويشتكي سكان عدد من مدن شرق الفرات ومنها مدينة ” عامودا ” الواقعة غرب قامشلي وشمال الحسكة ,منذ اكثر من اسبوع انقطاع الكهرباء في المدينة , وذلك لعدم وصول الكهرباء القادمة من سد تشرين بريف الرقة , او من محطة “السويدية” بريف رميلان , وتعطل المولدة التابعة لمنظمة “روناك ” التابعة للادارة الذاتية , والتي تغذي المدينة بالكهرباء عن طريق نظام “الامبيرات” ولساعات محدودة.
وتحدث نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” بشكل موسع عن معاناة سكان المدينة حيث كتبت صفحة ” عامودا 24″ تهديداً مبطناً الى الادارة الذاتية بان الاهالي سوف يخرجون في تظاهرات احتجاجاً على انقطاع الكهربا وذلك عبر منشور جاء فيها :” (عامودا 24)
٢٦ يونيو، الساعة ٧:٢٥ م ·
بعد ان مضى 9 أيام ولم تتحرك شركة روناك خطوة واحدة بأتجاه تصليح مولداتها المعطلة في ظل أرتفاع درجات الحرارة الكبير
وأن لم يتحرك العقلاء من الإدارة الذاتية لحل هذه المشكلة
فأن حارة مدرسة سليم السيد ستكون الشرارة للإطاحة بمجلس وكومينات مدينة عامودا
ومن الممكن ان تكون هذه الحارة درعا ثانية
وهنا اريد أن انوه عندما لم يهتم النظام السوري بمطالب مدينة درعا
حينها فاتهم القطار واصبحت البلاد امام فوضى عارمة”
وفي منشور اخر كتبت الصفحة :”عامودا 24
٢٦ يونيو، الساعة ٧:٤٩ م ·
رسالة إلى السيد طلعت يونس
سيدي ….
منذ 9 ايام ونحن نعاني من فقدان الكهرباء بعد أن تعطلت مولدة الحي الذي أسكن فيه وسمعت بأن هناك مولدات أخرى ايضا تعطلت وهي تابعة لشركة روناك التي تتبع إدارتكم
سيدي …
ربما أنت الأن جالس في منزلك وتستمتع بالهواء العليل التي تصدره مكيفك الغاز او انك جالس في مكتبك وتتمتع بالكهرباء 24 ساعة . فجارتي المريضة بالسرطان لا تستطيع مقاومة حرارة الصيف وهي تتنقل بين ظلال الجدران بدون جدوى تارتاً تجلس في ظل جدار وتارتاً تبلل اجزاء من جسدها بالماء لعلها تتمتع بالبرودة للحظات
سيدي…
انت لا تسمع صراخ أبن اخي الصغير ذات السنتين من حرارة الغرفة الاسمنتية ولا يستطيع أن ينطق قائلاً أريد أن اشعر بالبرودة للحظات
سيدي…
أمي تبحث عن الماء البارد من باب لباب محاولتاً أن تروي ظمئها لفترة قصيرة
سيدي ….
حان وقت المساء الأن وربما اشعلت الانوار في منزلك ولكن قبل يومين لدغ عقرب لجاري لانه كان جالساً في ظلام دامس بسبب عدم وجود الكهرباء
كاد أن يفقد حياته من لدغتها
سيدي …..
ابي يعمل عاملا وتضرر كثيراً من توقف العمل في فترة منع التجوال
الان الكومين يطلب منا مبلغ لأصلاح عطل المولدة التي تتبع الشركة المحسوبة على إدارتكم
سيدي ….
كنا ندفع فاتورة الكهرباء للشركة كل شهر . والأن يقول مدير الشركة بأننا لا نملك النقود لأصلاحها
اين ذهبت تلك الاموال سيدي
اليس من حقكم فتح تحقيق بذلك
ارجوك سيدي
ان تترك الكرسي والاجتماعات لفترة
لان الاجتماع (الجفين) الحقيقي مع الشعب يا سيدي
الاستماع لمشاكل الشعب أهم من (الجفين يا سيدي)
سيدي
مؤسساتكم أغلبها مكتوب بجانب لوحاتها بأنها تخدم الشعب ولكن للأسف هي بعيدة كلياً عن الشعب”.
بينما كتبت صفحة صوت هليليكي منشور فكاهي تعليقاً على انقطاع الكهرباء وعدم شعور المسؤولين بما يعاني منه السكان على الشكل التالي :”Dengê Hilêlegê صوت هليلكى
٢٨ يونيو، الساعة ٥:١٣ م ·
إتصل واحد من عامودا بوزير الكهرباء في الإدارة الذاتية ….
سأله وزير الكهرباء : مين معي ؟؟
اجاب المتصل : معك وزير الثروة السمكية و النقل البحري في عامودا !!!
رد عليه وزير الكهرباء مستغرباً: ليش في سمك و نقل بحري بعامودا حتى يكون لها وزارة ؟؟؟
رد المتصل: ليش في بعامودا كهرباء يا سعادة وزير الكهرباء؟
قال وزير الكهربا قال”.
وكذلك الامر تعيش مدينة قامشلي / قامشلو , قلة في توريد ساعات الكهرباء الى المنازل , وبالتالي تحكم اصحاب المولدات في ساعات منح الكهرباء وباسعار مرتفعة , وذلك بحجة ” ما عد يوفي معنا بعد ارتفاع الاسعار” , وتعليقاً على حالة الكهرباء كتب احد المواطنين من ابناء المدينة تعليقاً على صفحته الشخصية بالشكل التالي :”
وليد معمو
٢٢ س ·
افضل حل ربط المسؤول عن الكهرباء بالادارة بشي عامود كهربا مع شوية مربى ودبس يمكن يفيق من النوم على صوت الذباب” , وذلك وفقاً لتعبيره.
مدينة الحسكة وهي مركز المحافظة ليست بأحسن حال من عامودا وقامشلو , حيث ان سكانها يعاني من انقطاع المياه وذلك نظراً لسيطرة الاحتلال التركي والفصائل الجهادية على محطة “علوك” التي تغذي المدينة وريفها بمياه الشرب, فيما تبقى الادارة الذاتية عاجزة عن ايجاد حلول بديلة , كما تعاني المدينة من انقطاع شبه تام للكهرباء.
وفي مدينة الدرباسية التي تقع شمال الحسكة , هي ايضاً تنقطع فيها الكهرباء لساعات طويلة في ظل الحر الشديد.
اما في مناطق ريف دير الزور الشرقي وهي مناطق تقع تحت ادارة الادارة الذاتي فقد خرج يومي الخميس والجمعة الماضية الأهالي في احتجاجات , مطالبين الادارة الذاتية بتحسين اوضاعهم المعيشية وتوفير الخدمات الاساسية لهم.
وتدير الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا معظم سدود توليد الكهرباء في سوريا , بالاضافة إلى محطة شدادي التي تعمل على “الفيول ” ومحطة سويدية بريف رميلان , وهي ايضاً تعمل على “الفيول ” وتتذرع الادارة الذاتية على الدوام منذ سنوات بان العنفات معطلة ولا تستطيع صيانتها , او تتذرع بانهيار الشبكة.
كما وتعاني مناطق الادارة الذاتية بالاضافة إلى الماء والكهرباء , نقصاً كبيراً في مادة الخبز بسبب عدم توفر الطحين , وامتناع مطحنة “حطين” التابعة للإدارة الذاتية تزويد الافران بالطحين , ولجوء اصحاب عدد من منها إلى شراء مادة الطحين من الاسواق السوداء وبسعر اعلى من التسعيرة المطحنة , حيث انها كانت تزود الافران لكل واحد كيس ب 11000 ليرة سورية , بينما يتم شرائها من السوق السوداء بـ 23000 ليرة سوريا , وبالتالي رفع سعر ربطة الخبز من 200 ليرة إلى 500 ليرة سورية مع زيادة 2 رغيف في كل ربطة , كما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صوراً يظهر فيها طوابير من الاهالي بينهم نساء واطفال وهم ينتظرون امام الافران للحصول على الخبز.
وتجدر الإشارة إلى انه وفي ظل حكم النظام السوري برئاسة بشار الاسد المنطقة لم تكن تنقطع الكهرباء والمياه بهذا الشكل في منطقة شرق الفرات.
وفي سياق متصل ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم امس تقريرا مفصلاً عن الوضع الكارثي الذي يعيشه سكان شمال شرق سوريا في ظل قانون قيصر وعجز الادارة الذاتية على إيجاد حلول للأزمات التي يعاني منها السكان في مناطق إدارتها , وقال المرصد :”رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، استياءً واسعا في مناطق “الإدارة الذاتية”، نتيجة انقطاع المياه والكهرباء وضعف في تقديم الخدمات هناك.وفي سياق ذلك، خرج عشرات من أهالي وسكان “تل حميس” في ريف الحسكة في مظاهرة، صباح اليوم، احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية وعدم توفر الماء والكهرباء.ويشتكي سكان عدد من مدن شرق الفرات ومنها مدينة “عامودا” الواقعة غرب مدينة القامشلي من انقطاع الكهرباء المتواصل منذ أسبوع، بسبب انقطاعها من سد تشرين بريف الرقة ومحطة “السويدية” في ريف رميلان، بالإضافة إلى تعطل المولدة الكهربائية لمنظمة “روناك” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”.في الوقت ذاته، تشهد مدينة القامشلي نقصا في ساعات التشغيل الكهربائي، تزامنا مع تحكم أصحاب المولدات في ساعات العمل وبأسعار مرتفعة.كذلك الأمر في مدينة الحسكة التي تعاني معاناة كافة مناطق “الإدارة الذاتية” من انقطاع في الكهرباء والماء، بسبب سيطرة القوات التركية على محطة “علوك” التي تغذي المدينة وريفها بمياه الشرب، فيما تبقى “الإدارة الذاتية” عاجزة عن إيجاد حلول بديلة تخفف عن المواطنين في مناطقها.وفي مدينة الدرباسية، التي تشهد معاناة إضافية تتمثل في قلة توفر الخبز وارتفاع في أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، بسبب عدم توفر الطحين، وامتناع مطحنة “حطين” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” تزويد الأفران بالطحين، حيث يلجأ أصحاب الأفران إلى شراء مادة الطحين من الأسواق السوداء بسعر 23000 ليرة سورية، وهو أعلى من تسعيرة المطحنة الذي يبلغ 11000 ليرة سورية للكيس الواحد، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة وسعر ربطة الخبز من 200 إلى 500 ليرة سورية مع زيادة عدد الأرغفة.وتدير “الإدارة الذاتية” محطات توليد الكهرباء في سورية على نهر الفرات بالإضافة إلى محطة الشدادي ومحطة “سويدية” في ريف رميلان اللتان تعملان على مادة “الفيول”. وتتذرع “الإدارة الذاتية” بالأعطال المتكررة في محطات التوليد والشبكة الكهربائية.ورصد المرصد السوري، قبل أيام، تصاعدا في أسعار السلع والمواد الرئيسية التي يحتاجها المواطن السوري ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية”، وسط انعدام حركة الأسواق لصعوبة تأمين تلك السلع من قبل المدني وخاصة أن غالبية الشعب من أصحاب الدخل المحدود، دون أي رد فعل من قبل القوى المسيطرة، على الرغم من أن “قانون قيصر” كان من المفترض أن لا يؤثر على تلك المناطق.وأصدرت “الإدارة الذاتية”، قرارا يقضي بمنع تصدير محصول القمح خارج حدود مناطق سيطرتها، وهددت من خلاله المخالفين بالمساءلة القانونية.”