Home أخبار وتقارير الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا لا تزال غير قادرة على إجراء اختبارات كافية لفيروس كورونا وتأمين متطلبات الأسر المحتاجة

الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا لا تزال غير قادرة على إجراء اختبارات كافية لفيروس كورونا وتأمين متطلبات الأسر المحتاجة

by أكرم
0 comments

لا تزال الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا غير قادرة على إجراء اختبارات كافية لفيروس كورونا, كما ان الحظر الذي فرضته الادارة لم يشمل تأمين متطلبات الأسر المحتاجة والتي لا تملك إلا مورد عملها اليومي.
وتعيش مناطق الادارة الذاتية بشمال شرق سوريا ضعف كبير في النظام الصحي لمواجهة فيروس كورونا المستجد , ويحذر المراقبون والنشطاء من عجز الادارة في السيطرة على الفيروس في حال ظهور حالات اصابة في المنطقة , ولم تجد الادارة الذاتية اي اجراء لتقوم به إلا فرض حالة من حظر التجول الحاسم على السكان وذلك في خطوة منها لمواجهة انتشار هذا الفيروس الذي انتشر بشكل واسع في العالم.
وكإجراء احترازي فرضت الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا في (19 آذار، 2020)، حظراً للتجول يبدأ يوم (23 آذار/مارس )وعليه تم إغلاق جميع المطاعم و المقاهي و التجمعات التجارية و الحدائق العامة و العيادات الطبية الخاصة و صالات الافراح و خيم العزاء، مستثنية من ذلك جميع المستشفيات و المراكز الصحية العامة و الخاصة و المنظمات الدولية و الصيدليات و لجان التعقيم و عمال النظافة و الافران و محلات بيع الاغذية و صهاريج نقل المحروقات.
هذا الحظر الذي بات الحل الوحيد لكل الدول، أصبح قانوناً نافذاً التزمت به أبرز المناطق في شمال شرقي سوريا، من الحدود العراقية السورية إلى مدينة البوكمال شرقاً إلى منبج وكوباني غرباً، ليكون السلاح الأفضل لمنع انتشار كورونا.
ومددت الادارة الذاتي فترة حظر التجوال في مناطق سيطرتها لمدة 15 يوما إضافية تبدأ من يوم الثلاثاء 7 نيسان/ابريل الجاري، تستثنى منها الصيدليات وبعض المحال الزراعية والمختصة بالاليات الزراعية , لتمكن المزارعين من الاهتمام بالموسم الزراعي والقيام بصيانة الحصادات الزراعية تحضيراً لموسم الحصاد , ويستم فرض عقوبات مالية تبدأ من خمسة آلاف ليرة سورية وتنتهي بأربعون الف ليرة لمن يخالف قرار الحظر لاكثر من ثلاث مرات بالاضافة إلى عقوبة السجن.
كما واعلنت الادارة الذاتية عن إيقاف حملات التجنيد الإجباري “واجب الفاع الذاتي”، في المناطق التي تقع تحت إدارتها، مدة ثلاثة أشهر , ليبدأ ايقاف الحملات فعلياً، منذ 5 نيسان 2020، ليستمر حتى 5 تموز2020، وذلك حرصاً على سلامة المواطنين من انتشار وباء كورونا.
وقررت الادارة الذاتية إعفاء المواطنين ضمن مناطق نفوذها من دفع فاتورة “الدورة الثالثة” للمياه والكهرباء والنظافة أي خلال شهري أيار وحزيران.
وفي هاذ السياق قال الناشط الكردي ” رزكار خليل ” لـ” كلام في السياسة” بأنه لم يكن امام الاداراة الذاتية ونظراً لهشاشة النظام الصحي وعدم توفر الاجهزة ومواد التعقيم إلا ان تتخذ الإجراءات مبكرة في قرار الحظر وسط المدن والقرى , ولم تلبي متطلبات الفقراء والمحتاجين , بأمين ادنى مستلزمات معيشتهم اليومية.
واضاف:” ان خطورة تفشي الوباء في تلك المناطق التي لن تحميها من سرعة انتشار الفيروس، الأمر الذي قد يخرج عن السيطرة في ظل قلة المراكز الصحية بسبب سنوات الحرب الطويلة وبسبب الحصار الذي تعانيه مناطق الادارة”.
وتابع :” نحن كنشطاء نشاهد بأن اكبر المدن من الحسكة والقامشلي وهي اكبر التجمعات السكية في الشمال السورية، بدت شوارعها خاوية وملتزمة بعدم الخروج من البيت، تجنباً لأية إصابات ولا تختلف الصورة في مدينة كوباني، التي أغلقت كل المحال التجارية عن الحسكة والقامشلي , وفي منبج فكان الحظر أكثر شدة إذ بدأ من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى الساعة السادسة صباحاً , وفي عامودا وهي مدينة تقع على الحدود مع تركيا وتقع شمال الحسكة وغرب قامشلي , كذلك الامر فان المواطنون يحصلون على حاجياتهم من الخبز والخضار في الساعات الصباح الاولى ومن ثم يستعجلون الالتزام بالحظر والبقاء في المناز , وفي الدرباسية ايضا , فأن الامر لا يختلف عن باقي المدن”.
وفي هذا السياق قال رئيس هيئة الداخلية في الادارة الذاتية ” كنعان بركات” تعليقاً على التزام المواطنين بالحظر , بأن نسبة الالتزام وصلت في ايامها الاولى إلى 80% وانه تم التشديد في الاجراءات للحد من المخالفين لقرار الحظر وانهم سيفرضون عقوبات على تلك الحالات تبداء من فرض غرامات مالية وتنتهي بالسجن.
وقال إداري في “الهلال الاحمر الكردي” بانهم طلبو مساعدات من منظمة الصحة العالمية , لمواجهة فيروس كورونا , وان الصحة العالمية قدمت لهم وعوداً بتقديم المساعدات , لكن احد المتطوعين في الهلال وهو في العشرين من عمره واسمه “ريزان سلو ” ،انتقد تصرف منظمة الصحة العالمية, وتقرباتها من مكونات شمال وشرق سوريا في مجال الدعم الصحي, وأشار إلى استمرار محاولات الإدارة الذاتية للحصول على الدعم الطبي المتطور لمواجهة فايروس كورونا ,في حين انها “منظمة الصحة العالمية ” دعمت القطاع الصحي والطبي لدى الحكومة السورية وزودتها بمعدات طبية لكنها لم ترسلها الى الشمال الشرق السوري حتى الحظة.
وبهذا الصدد قال الرئيس المشترك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الدكتور جوان مصطفى في تصريحات لقنوات محلية ان: “طبعاً لدينا تواصل بشكل دائم مع المنظمات العاملة في المجال الصحي والطبي, وبالتحديد مع منظمة الصحة العالمية,, قبل ظهور فايروس كورونا, وازداد التواصل مع هذه المنظمات وبالأخص منظمة الصحة العالمية بعد ظهور فايروس كورونا, ووصوله إلى بعض دول الجوار, ولا يزال التواصل مستمراً حتى اللحظة”.
واتهم جوان منظمة الصحة العالمية بالتنصل من مهامها الإنسانية, وانها لم تقدم أي نوع من المساعدات اللوجستية لمناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا, وتابع قائلاً: “للأسف الشديد لم تقدم منظمة الصحة العالمية حتى الآن أية مساعدات طبية للمنطقة”.
ويشكو سكان مناطق الادارة الذاتية كما باقي المناطق السورية من غلاء أسعار المستلزمات الأساسية للحياة اليومية كالمواد التموينية والأدوية الطبية وسط انعدام بعضها في الصيدليات نظراً لقيام المواطنين قبل فرض حظر التجول بالتوجه الى الصيدليات والحصول على الادوية التي قد يحتاجونها.
وفي السياق ذاته قالت الصحفية والناشطة الكردية وهي في الخامسة والعشرين من العمر واسمها ” رابرين فيروشاه ” لـ “الكلام في السياسة ” :”انا اتابع منذ اليوم الاول قرار حظر التجول الذي اتخذته الادارة الذاتية كخطوة احترازية لمنع تفشي فيروس كورونا , كان هناك نوع من عدم الالتزام من قبل الاهالي بالقرار , لكن القوى الامنية بمختلف تشكيلاتها (الترافيك وهي شرطة المرور و شرطة النجدة وقوى الامن الداخلي او ما يطلق عليها الاسايش ) , قامت بفرض حظر التجول على المواطنين حرصاً على سلامتهم وطلبت منهم عبر مكبرات الصوت الالتزام بمنازلهم”.
واضافت :” في اليوم الثاني من قرار الحظر تجولت الاسايش في الشوارع وطلبت من الاهالي الالتزام بمنازلهم وقامت بتوعيهم , وحثهم على خطورة الامر وضرورة حجر اطفالهم في المنازل وذلك حرصاً منهم على سلامتهم”.
ولفتت فيروشاه , إلى انها شاهدت ارتفاعاً في الاسعار التموينية الاساسية في السوق , لكن لجنة التموين ومركزها مدينة القامشلي قامت بجولات تفقدية في الاسواق وفرضت غرامات مالية على المتلاعبين بالاسعار, وصلت إلى خمسون الف ليرة سورية.”
وتابعت بالقول :” اصحاب بعض محلات الخضار ورفضاً منهم الالتزام بالاسعار التي يتم وضعها من قبل لجنة التموين , اغلقت ابواب محلاتها امام المواطنين ليومين , من ثم فتحت ابوباها والتزمت نوعاً ما بالاسعار مع وجود بعض المخالفات.”
وبحسب وجهة نظر فيروشاه فأنه ولتخفيف العبء الاقتصادي على المواطنين بسبب توقف العمل واغلاق المحال التجارية ,فأنه يتوجب على الادارة الذاتية نقديم سلال غذائية ومساعدات مباشرة للفئات المحتاجة , بالاضافة إلى ضبط الاسعار ومنع الاحتكار وتأمين تدفق السلع التموينية الاساسية للاسواق , وتحسين جودة الخدمات العامة من مياه وكهرباء ونظافة , بالاضافة إلى المسارعة لإقامة مشاريع انتاج زراعي يمكن أن تشغل الأيدي العاملة التي باتت عاطلة، وبما يؤمن احتياجات المنطقة من المنتجات الزراعية , ومنح إعفاءات ضريبية ومعاملة تفضيلية للتجار ورجال الأعمال والميسورين الذين يساهمون في المبادرات الإنسانية , بالاضافة إلى تشجيع الاقتصاد الريفي وتطوير إمكانيات الإنتاج الزراعي والحيواني في القرى، لتقليل اعتمادها على أسواق المدن.
فيما قال المواطن وهو في الخمسين من العمر واسمه “سعدون جعفر ” وهو من ابناء الدرباسية :” هذا الفيروس كما نراه في الاعلام يفتك بالبشر , لكنه لم يصل الى مناطقنا بعد , وان التزامنا بالحظر افقدنا اعمالنا , لدي 3 اولاد يعملون في مجال البناء ويحصلون من هذا العمل اليومي على قوت عيشهم , وتوقف عملهم الآن بسبب حظر التجول , وليس لدينا اي وراد اخر نعيش منه”.
واضاف جعفر:” الاموال التي كنا قد ادخرناها نفُذت , ولم نعد نملك اموالاً لنجلب بها حاجاتنا اليومية من الخبز والرز والسكر والخضار , ولا يوجد من يقدم لنا المعونة لتجاوز هذه المحنة , وان استمرت الاوضاع هكذا فسنموت من الجوع بدلاً من اي يقتلنا “كورونا ” , بحسب تعبيره.
وناشد المنظمات الدولي بتقديم المعونة لهم ليستمروا في العيش لكون اولاده فقدوا اعمالهم بسبب الحظر الذي تم فرضه بسبب فيروس كورونا.
الصحفي الكردي أرين شيخموس اكد لـ”الكلام في السياسة ” من قامشلي أن الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا لا تزال غير قادرة على إجراء اختبارات كافية لفيروس كورونا. “لقد دعا الأكراد مرارًا وتكرارًا منظمة الصحة العالمية إلى تقديم الدعم لهذه المنطقة ، ولكن دون جدوى. الوضع غير مستدام ، خاصة بسبب انقطاع إمدادات المياه واستمرار القصف التركي”.
شيخموس اكد بأنه لا يتوفر لدى الادار الذاتية , اجهزة تنفس وإنعاش ولا حتى القدر الكافي من اجهزة الكشف المبكر عن فايروس كورونا ، وقد طالبت الادارة مرارا وتكرارا منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي مدها بمستلزمات التعامل مع الفايروس ، لكن لا اذان صاغية. حتى روسيا التي تدعي وصايتها على سوريا عموما لم تقدم اي شيء لهذه المنطقة التي يسكنها اكثر من 5 ملايين مدني ومئات الالاف من النازحين السوريين ، وعشرات الالاف من الاجئين العراقيين ومثلهم من الدواعش الأجانب وعائلاتهم ، هذا عدى عن القصف التركي اليومي على المدنيين وعلى شبكة الكهرباء وغيرها من البنى التحتية ، ووقف الاتراك إمدادات المياه من محطة علوك المحتلة في راس العين عن اكثر من 500 الف مدني في الحسكة واريافها ، والتي أكدتها منظمات الصليب الاحمر وهيومن رايتس وتش .
فيما اكد ارين شيخموس تواطؤا فرع سوريا لمنظمة الصحة العالمية وتسترها على حالات وفاة وإصابة لمواطنين من منطقة الحسكة ، داعيا المنظمة الى التنسيق الفوري مع هيئة الصحة في الادارة الذاتية ، والا فالوضع يتجه نحو الاسوء ، وحينها تتحمل منظمة الصحة العالمية مسؤلية انتشار الفايروس في مناطق شمال وشرق سوريا .
وكانت قد أجرت الفرق الطبيّة التابع لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية الأحد الماضي، فحوصات لعدد من الركاب القادمين من العاصمة دمشق جواً ، ليجري تحويلهم إلى أحد مراكز الحجر الصحي في المدينة , للتأكد من سلامتهم وعدم اصابتهم بفيروس كورونا.

You may also like

Leave a Comment

Soledad is the Best Newspaper and Magazine WordPress Theme with tons of options and demos ready to import. This theme is perfect for blogs and excellent for online stores, news, magazine or review sites.

Editors' Picks

Latest Posts

u00a92022 Soledad, A Media Company – All Right Reserved. Designed and Developed by PenciDesign