الإمارات تجري الاختبارات النهائية لإطلاق “مسبار الأمل”
أطلقت الإمارات العربية المتحدة التجارب النهائية على “مسبار الأمل”، وفقاً للجدول الزمني المعتمد تمهيداً لإطلاقه في موعده المحدد بعد حوالي 10 أيام، أي في 15 يوليو الجاري، من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان.
ويقود فريق من الكوادر الإماراتية الشابة عمليات تجهيز “مسبار الأمل” للإطلاق، بما في ذلك التجارب النهائية واختبارات ما قبل الإطلاق في المحطة الفضائية.
وتتضمن الاختبارات إجراء فحوص نهائية لوظائف المركبة الفضائية التي تشمل نظام الطاقة ونظام الاتصال ونظام الملاحة ونظام التحكم ونظام الدفع والقيادة والنظام الحراري وأنظمة البرمجيات.
ومنذ وصوله بنجاح إلى المحطة الفضائية في جزيرة تانيغاشيما في أبريل الماضي، يخضع “مسبار الأمل” لعمليات تجهيز فائقة الدقة للإطلاق، تستغرق 50 يوم عمل، وتتضمن تعبئة خزان الوقود للمرة الأولى بنحو 800 كيلوغرام من وقود الهايدروزين، وفحص خزان الوقود، والتأكد من عدم وجود أي تسريبات، إضافة إلى اختبار أجهزة الاتصال والتحكم، ونقل المسبار إلى منصة الإطلاق، وتركيب المسبار على الصاروخ الذي سيحمله إلى الفضاء، وشحن بطاريات المسبار للمرة الأخيرة.
ويتولى قيادة التجهيزات والاختبارات فريق عمل “مسبار الأمل” المكون من كوادر إماراتية شابة، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والعلميين لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
ويتكوّن الفريق الإماراتي الموجود حالياً في محطة الإطلاق اليابانية من أحمد اليماحي، ومحمود العوضي، ومحمد العامري، وهم من مهندسي الأنظمة الميكانيكية المسؤولين عن رفع المسبار على صاروخ الإطلاق، وعيسى المهيري، وهو المسؤول عن شحن بطاريات المسبار، ومراقبة ورصد المركبة الفضائية، ويوسف الشحي، وهو المسؤول عن إحكام إغلاق العازل متعدد الطبقات لخزان الوقود «MLI» وقابس التزود بالطاقة، إضافة إلى عمر الشحي، وهو قائد فريق عمليات تجهيز المسبار للإطلاق، ويقوم باختبار ومراقبة فعالية وأداء المسبار، ومعه في المهمة ذاتها خليفة المهيري، المسؤول عن مراقبة ورصد وضمان سلامة المسبار.
وكان قد تحدد يوم 15 يوليو الجاري موعداً لإطلاق المسبار، وهو اليوم الأول ضمن “نافذة الإطلاق” الخاصة بهذه المهمة الفضائية التاريخية. وتمتد النافذة من 15 يوليو حتى 3 أغسطس المقبل، علماً بأن تحديد موعد «نافذة الإطلاق» يخضع لحسابات علمية دقيقة تتعلق بحركة مدارات كل من كوكبي الأرض والمريخ، بما يضمن وصول المسبار إلى مداره المخطط له حول المريخ في أقصر وقت ممكن، وبأقل طاقة ممكنة.
وتمتد فترة «نافذة الإطلاق» لأيام عدة تحسباً للظروف المناخية وحركة المدارات وغيرها.
ولاحقاً سيبدأ الاستعداد لوضع المسبار على مركبة الإطلاق إيذاناً بقرب انطلاقه في مهمته الفضائية التاريخية.
وتقنياً، مع عملية الإطلاق، تبدأ المرحلة الأولى، إذ يقوم دافع الوقود الصلب برفع الصاروخ بعد الانفصال عن منصة الإطلاق، ثم ينفصل هذا الجزء تلقائياً بعد إتمام مهمته، مع انخفاض تأثير الجاذبية الأرضية وبدء خروج الصاروخ بعيداً عن مدار الأرض، وبانفصال هذا الجزء ينخفض وزن الصاروخ الذي يحمل المسبار لتبدأ فترة انعدام الجاذبية الأرضية لينفصل الجزء الثاني من صاروخ الإطلاق، ثم تبدأ المرحلة الثانية، حتى وصول «مسبار الأمل» إلى مداره الصحيح حول كوكب المريخ، محمولاً على الجزء الثالث من صاروخ الإطلاق.
ويبلغ وزن مركبة الإطلاق H-IIA «إتش 2 إيه» أي الصاروخ الذي سيحمل «مسبار الأمل» إلى الفضاء في رحلته لاستكشاف الكوكب الأحمر 289 طناً، بينما يبلغ طوله 53 متراً.
ومن المتوقع أن يصل “مسبار الأمل” إلى مدار كوكب المريخ في فبراير 2021 بالتزامن مع احتفالات الدولة بيوبيلها الذهبي.
وقال وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، إن “بدء الاختبارات والفحوص والتجارب النهائية قبيل أيام من إطلاق مسبار الأمل في مهمته التاريخية وفقاً للجدول الزمني المقرر سلفاً، يؤكد أن خطط إنجاز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ تسير بكل دقة بفضل الدعم اللامحدود من قيادة الدولة وجهود وتفاني فريق العمل، الذي يثبت، يوماً بعد يوم، أنه على قدر المسؤولية المكلف بها لإتمام هذه المهمة الوطنية بالشكل الأمثل”.
وأكد أن “مسبار الأمل” يجسد طموحات الإمارات ورسالتها الإيجابية للمنطقة والعالم بأهمية مواصلة العمل بشغف ومواجهة الظروف والمتغيرات والتحديات بإصرار لإيجاد الحلول الهادفة لخير الناس والإنسانية.
وأوضح أن فريق العمل سيواصل جهوده الدؤوبة لاستكمال تنفيذ المهمة بنجاح، رغم صعوبتها، والتحديات التي ربما نواجهها، وسنحتفل جميعاً بوصول المسبار إلى المريخ في فبراير 2021 بالتزامن مع احتفالات الدولة بمرور 50 عاماً على تأسيسها.
من جانبه، قال نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» مسؤول تطوير المركبة الفضائية، سهيل الظفري، إن عمليات الفحص النهائية، التي تُجرى حالياً، تعتبر خطوات مهمة لضمان عمل جميع الأنظمة وتلبية المتطلبات قبل تشغيلها.
وأضاف أن المعلومات التي يحصل عليها فريق العمل من إجراء عمليات الفحوص والاختبارات النهائية مهمة جداً لضمان جاهزية المسبار والمركبة الفضائية قبيل الإطلاق الفعلي في الموعد المحدد ضمن نافذة الإطلاق.