البيان الأدبي ١١

في اللغة
سنعدل من مورثات اللغة والجينات البشرية ، عن طريق رش أصواتنا في الهواء المكنس جيدا من قبل الريح التي لاتحمل هويات مزورة . لابد ان تتحول غرغرة المعاني إلى فقاعات بركانية تبقبق فوق الارض الساكنة . علاماتنا نتركها امانة عند غبار الطلع ، لذلك ماركتنا ليست محلية ومنتجنا طبيعي حر خارج الأقفاص ومصانع الأدوية المغشوشة. اولا، نغير من جينات الكائن من خلال وضع العلق على الاحاسيس والأدمغة لتسحب الدم الفاسد من الأصول المعمرة ونستبدلها عندما تحدد الليل حشرات مضيئة. نحن لانقلع الجذور ولا الشرايين ، ونمشي عميقا في الزمن حتى لو علق الدود بعيوننا البارقة والمتطلعة للأمام ، او التفت الأوبئة حول سيقان الحروف ذات الطول الفارع. تعودنا ان ننفض عن ثيابنا الحروب التي زمرة دمها غير صحيحة . لغتنا قوس قزح لذا هي من اللغات العالمية التي يزورها رواد الجمال مندهشين من بساطة الطبيعة البكر فيها. نحن لا نحتفل بالأعيرة النارية ولاالمفرقعات ولابتقطيع مدود الحروف او اعناق الكلمات التي تخرج عن المألوف . سندع الشهب تدل على وجودنا حينما تنغرغر أغانينا بالغيم المارق. هذا المعنى معبأ بالأصول الاولى لحبات الطلع . لماذا نحن غير معروفين؟ بكل بساطة لأنه ليس لنا شكل الصنم ،وأيضا لإننا غير منحوتين على الجدران التي تبول عليها الكلاب. وليس لنا ممتلكات او قصور او حتى بيوت ناوي إليها .. اننا المسار الذي يحفره الخيال وترسمه الأطياف وترزقه الظلال ..من السهل عندها تشكيلنا من الوهم والحلم وذلك بعجنهما بالندى اول الشروق ، فنبدو مثل لآلئ نادرة ، تنضم للسطوع الكبير ثم تتبخر.
هناك من أطلق علينا سهاما من الكلمات غير القاتلة وسمانا ب :
ثوريو العصر
كتّاب البصر .
ادباء اليخضور.
هدامو الأصنام.
رسامو الكلمات
ونسوا فصلا كاملا من الحقول التي تنمو من شقوق أيدينا ومفاصلنا، وشهقات ابجديتنا .
نحن قد نكون كذلك وربما اكثر ، لكننا لا نحب ان يعرّفنا من تسيل من أصابعه كلمات ميتة ، عليها لطخات دم أضحية . لانقبل أن يعرفنا نحاتون طبعوا قلوبهم على الصخر كعلامة فارقة على البنيان الحجري لدواخلهم.

٢_٨_٢٠٢٠

https://kalamfisyassa.com

اترك رد