البيان الادبي١٢

البيان الأدبي 12
……….
ضد الموت
لقد بنينا حصنا من شعورنا ، وكذلك من أشعارنا كي نمنع دخول الحرب عبر شراييننا ومن ثغرات الأدمغة وقلاعنا . لماذا تصرون على فتح قناة دم جديدة بدل السواقي والأنهار والينابيع؟ . السلام في بلادنا جندي ينتظر دوره للذهاب إلى الحرب بروح بلاستيكية . والإنسان هاهنا يجاهد علنا بإزالة الدود من عينيه كي يرى السماء صافية، إن النخر غدا بئرا ضحلة تمتد عميقا في الرؤيا . هناك في المشاع الأبدي تقف الحياة على رؤوس أصابعها اليابسة ،سنقنعها ان تحمل الورود إلى المقبرة ،دون ان تتفوه بكلمة واحدة . الصمت ضروري لنمو الأزهار فوق اجسادنا المتشققة .من ينظر بعينين فاسدتين إلى العالم الذي جذوره باسلة عبر الزمن ، سنحيله إلى محكمة المكان ونسلط عليه أضواءنا تحت الحمراء ، ونقوم بعملية واسعة النطاق لنستأصل اخلاقه ذات الروائح الكريهة . لا يمكن ان نقتلع الشجر من تربة صحيحة العروق والدم. نحن لسنا جباة ارضيين او سماويين .كل ما نملكه حمام حبيس داخل صدورنا .، سنطلقه ونعتقه مع قلوبنا التي تسيل منها انهار حب دفاق . الوقت قريب ، ابدا لن نتأخر عن رفع الحظر الإجباري عن الكرة الأرضية ، والقيود التي تكبل الأوكسجين في المصانع وفي السجون تحت الأرض وفي رئات الأطفال . نحن نفتح بحر غريزتنا للذي يشبهنا بالروح المضيئة مثل قنديل البحر .امشوا على موجنا لكن دون إن تبتل أقدامكم بجروحنا التي من أصل البراكين واللظى.أبدا لا تحطوا من قدر المدن التي تطل على البحر فهي مكتوبة بالملح والدموع التي تذيب الحديد . ما زال لدينا نسائم طبيعية بارعة بالكلام والعطر الصحيح، وتستطيع النطق بالحكم على الذي يعود إلى الوراء ليسلم على الموت بطريقة مخزية .
8_8_2020