Home أخبار وتقارير التمييز العنصري حين ينتقل من الحكومات إلى الشعوب

التمييز العنصري حين ينتقل من الحكومات إلى الشعوب

0 comments

جورج فلويد ذلك الرجل الأسود الذي كان يئن تحت ركبة شرطي أبيض الذي ألقى كامل ثقله على رقبته ، حتى بالكاد كان يتنفس ليقول بصوتٍ خافت ” أرجوك لم أعد أستطيع التنفس”.
لكن الشرطي لم يبالي لما يقول ولم يخفف وطأة ركبته على رقبته ليمرّ قليل من الهواء إلى رئتي جورج و فقد جورج حياته تحت تلك الركبة اللعينة .

ليشكل وفاته موجة غضب عارمة في الشارع الأمريكي ، انتفض فيه الشعب الأمريكي البيض منهم قبل السود، احتجاجا على هذه الممارسات العنصرية من قبل السلطات ، وانتشرت في جميع أنحاء أمريكا كالنار في الهشيم ، الأمر الذي جعل من الرئيس الأمريكي يختبأ في ملجأ “يوم القيامة” القابع تحت البيت الأبيض والمخصص له في حالة وجود خطر على حياته.

لتدخل الولايات المتحدة في دوامة لا تعلم سبل الخروج منها ، وخاصة أن البلاد تعيش حالة ركود اقتصادي نتيجة جائحة كورونا لتأتي الاحتجاجات العارمة المصاحبة بالكثير من العنف وتكمل على عليها، الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا لإدارة ترامب و قد تعصف بها في حال عدم تدارك الأمر والتعامل مع الاحتجاجات بعقلانية.

ونجد حالات كثيرة مثلها في المجتمعات الشرقية ، السني يذبح العلوي بطريقة عنصرية ، والعلوي يدعس على السني بطريقة ملؤها الحقد والكره، و التركي يقتل الكردي في وضح النهار لمجرد سماعه لأغان كردية والشرطة التركية تقتل بكل برودة أعصاب اللاجئ الذي خالف قواعد الحجر الصحي دون أن يرف لهم جفن وكل هذا على مرأى من وسائل الإعلام و وسائل التواصل الإجتماعي .
ولكن مع كل أسف دون أن نجد الشعوب تحرك ساكنا في هذه الدول ، في ظاهرة خطيرة تنذر بانتقال التمييز العنصري من الحكومات والأنظمة إلى المجتمعات التي تحكمها حتى فقدت هذه المجتمعات إنسانيتها وباتت الطوائف والقوميات فيها تنظر إلى بعضها نظرة أعداء .

ليس من الغريب أن تتصف الحكومات بالتمييز العنصري ، وخاصة تلك التي تحكم مجتمعات تضم في طياتها قوميات وأعراق مختلفة على نسب متفاوتة في العالم ، ولكن الغريب في الأمر أن تقوم الحكومات بنقل هذا التمييز العنصري إلى مجتمعاتها وتشجع الشعوب عليها (الحكومة التركية مثالا) ، لدرجة أن يقدم مواطن على قتل مواطن آخر لأنه ليس من ملته ، أو أن يقتل شرطي شابا لأنه لاجئ ليس له أي قيمة تذكر في نظره ، ولكن ما ينذر بالخطر أن كل هذه الممارسات تحدث وسط صمت رهيب من المجتمعات فمنهم من اقتنع بالفكرة وحذت حذو الأنظمة وتسكت على هذه الممارسات والقسم الآخر يخاف من العواقب التي قد تودي به إلى السجن ليواجه التهم الموجهة له والتي قد تكون أهونها الانتماء إلى تنظيم إرهابي ، ففضلت المجتمعات بذلك السكوت.
ويبقى السؤال الذي يتصدر المشهد هل ستتحرر مجتمعاتنا من ذلك التمييز العنصري الذي زرعته الأنظمة في عقله حتى أصبح جزء لا يتجزء من شخصيتها ، فنجد التركي يحتج على قتل الكردي ظلما كما المواطن الأمريكي الأبيض يحتج على قتل فلويد الأسود.

الشاب الكردي الذي قتل على يد ثلاثة شبان أتراك لأنه كان يستمع لأغان كردية

You may also like

Leave a Comment

Soledad is the Best Newspaper and Magazine WordPress Theme with tons of options and demos ready to import. This theme is perfect for blogs and excellent for online stores, news, magazine or review sites.

Editors' Picks

Latest Posts

u00a92022 Soledad, A Media Company – All Right Reserved. Designed and Developed by PenciDesign