منذ سنتين وهو ملتصق بالجدار ، فتجسد فيه . صار توءما سياميا له وكل يوم يمضي يزيده تفتتا وتفسخا .
أمه الأمية التي تتحدث بعواطفها السخية ، كانت توبخه باستمرار عند كل إجازة يقضيها في البيت، لعدم تقبيل يد الرئيس والقول له : نحن نحبك كثيرا .
سيحبس طويلا ، وسيوضع في الدولاب ، وسيضرب بالسوط والعصا حتى يدمى جسده. ،إن فكر بالتحدث إلى الرئيس أو طلب اي شيء منه .. هذا ما قال له الضابط المسؤول عن أمن قصر الرئاسي عندما وضعوه حارسا هاهنا .في إحدى المرات التقت عيناه بعيني الرئيس ، ومن دون أن يحرك جسده ، جرف من حنجرته تلك الجملة المترسبة منذ سنتين : سيدي نحن نحبك كثيرا.
سأله السيد الرئيس عن اسمه وكيف احوال عائلته ،؟ فأجابه بتلعثم وتأتأة ، وعندما قال له هل تحتاج شيئا ايها ألجندي ؟ فهز رأسه صارخا :ابدا سيدي الرئيس
وحينما ألحّ عليه.
أجاب : سيدي الرئيس حذائي ضيق ولم يعطوني واحدا آخر.
قهقه الرئيس ملء فيه .. ثم أمر الضابط المسؤول عنه بإعطائه خمس أزواج من الأحذية وإجازة طويلة ومكافأة مالية .
سافر الجندي إلى أهله فرحا ، وقد أخبر أمه وأباه وأهل ضيعته بالذي حصل معه ، فتفجرت الزغاريد واقيمت الاحتفالات وعمت السعادة سكانها الذين كانوا يحبون السيد الرئيس أيضا .
الجندي والرئيس
24
previous post