السجينان
…..
المكان : كثبان رملية على امتداد النظر .
الشخصيات : سجينان سياسيان هاربان، يرتديان قميصين زرقاوين، وسروالين بنفس اللون . هما في العقد الخامس من عمرهما ، متوسطا القامة ،ويبدوان نحيلين مجعدي الوجه.
السجين١:سأصل . الحرية وراء هذه الكثبان . سأصل بالتأكيد، سأصل . أحس أنني سأصل . ربما اليوم . ربما غدا. يجب أن أصل . الأفضل أن أصل. أن آمل أنني سأصل خير من ألا آمل البتة .
السجين ٢: كم الساعة الآن . ؟( ينظر إلى الشمس ويده فوق عينيه).الشمس حارقة. قد تكون الواحدة ظهرا . أو الثالثة .لا يهم سأمشي انا أيضا . ماذا سأخسر إن مشيت ؟. عشرون سنة في ذلك الحصن ولم أمت. أشك بأنني سأموت
السجين ١: .في أية جهة نحن ؟. لا أعرف . لا شيء سوى الرمال . لن أنتظر . أنا عطشان . لكنني سأمشي . ربما هم خلفي
السجين٢ : قد يكون الحراس خلفي.هل قتل الجميع .؟ الرمال صبغت بالدماء. رفاقي ماتوا . هل أشك بأنهم لم يموتوا؟ا . ربما ،فالأمل يدفعني لقول ذلك.
السجين ١:حصدوا السجناء بالرصاص من طائرة هيلوكبتر . كنت في حقل ألغام . لم يتخيلوا ، أن أحدهم قد يدخل إلى حقل ألغام .
السجين ٢: الرمال تحرقني . وكذلك الذكرى . ذكرى الموت .
السجين ١: كم الساعة الآن .؟
السجين ٢: أعتقد أنها الرابعة . الشمس خلفي .. وظلي يتأرجح أمامي . أظن أنها الرابعة أو أكثر بقليل .
السجين١: الظن بما لا يقبل الظن .؟
السجين ٢: أظن كل الظن .
السجين ١:عندما أصل ،ستتبدل أشياء كثيرة .نعم ستتبدل أشياء عندما أصل ؟
السجين ٢:الوقت يمر وأنا جائع وعطشان .
السجين ١:في الحصن عطشنا كثيرا ،وجعنا كثيرا .لقد صبرنا على الموت ،الذي كان يمشي ببطء نحونا. سأصل ( يمشي بتمايل) . لن أقف . سأمشي . لا بد أن أصل السجين ٢:حريتي في أن أصل .(ينظر إلى الشمس .)
السجين ١: ما هذه الرائحة الكريهة .؟ ( يبصق )
السجين ٢:أهي جيفة حيوان أم جثة إنسان؟
السجين١:لااعرف. من أين تأتي الرائحة ؟.أنا متعب . لن أجلس . الوقت يمر والحراس خلفنا.
السجين٢: بالتأكيد هم خلفنا فلن يتركونا أحياء. فنحن الناجيان الوحيدان من المجزرة .
السجين ١: ربما لا .( يصغي ) هل هذا هدير طائرة .؟( يقرفص ) لا. إنني أتخيل ليس غير .
السجين٢:أين نحن. ؟
السجين١: حيث لا أعرف . ما هذه الرائحة ؟. (يرى أمامه هيكلا عظميا لإنسان ). أنا جائع ولاأريد اموت مثل هذا الذي سبقنا في الموت (يشير إلى الهيكل العظمي) لاشيء سوى العظام والرائحة النتنة.(ينهض)
السجين ٢: أين نحن؟
السجين١: حيث لا ندري .
