السوري.. ورحلة البقاء مع تجار الحروب

فقد السوري رغبته في الكلام بالشأن العام، أساسا الرغبات أصبحت ترفا، بات تفكيره محصورا في البقاء حياً أمام المخاطر التي تهدد حياته، أصبح القتل رميا بالرصاص من الطرق التي يفضلها السوري على الخيارات الباقية المتاحة له، كالقتل تحت التعذيب في سجون النظام أو في سجون الميليشيات الدينية الإخوانية أو الموت جوعا أو وقوعه أسيرا لدى أجهزة النظام أو ميليشيات الإسلاميين لابتزاز أهله لدفع الفدية أو خيار الموت جوعا أو تحوله إلى قاتل.
ليست ثمة مبالغة في الوصف السابق وإن كان من أحد يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور في سوريا فهي النخب السورية على اختلاف توجهاتها، تلك النخب التي هللت للحرب من منطلقات مختلفة وما زالت تصر أن ما فعلته كان الخيار الوحيد المتوفر.
لا أعتقد أن من هللوا للحرب باختلاف مواقعهم يستطيعون فك حصار مخيلاتهم من الجرائم التي ارتكبوها بحق السوري، لا أعتقد أنهم يستطيعون في يوم من الأيام المشاركة بأي حل يؤدي إلى إنقاذ السوري لأن نهايتهم تترافق مع نهاية الحرب ومنطقه.

اترك رد