يا من تشبه أبي ! أعطني قليلا من النقود لأشتري خبزا . لكن الذي يشبه أباه نظر إليه نظرة غريبة ، ثم تابع طريقه .
أعطني، يامن تشبهين أمي ، غطاء لأتدثر به ! فالبرد يكسر المسمار، وأنا لا أملك ثياب الشتاء .
لكن التي تشبه أمه ، مرّت أمامه ، غير مبالية بجسده المرتجف .
يا من تشبه أخي !أعطني لعبتك ، التي تحملها ، فكم أحب أن يكون لي لعبة أحاكيها في وحدتي . لكن الذي يشبه أخاه ،مضى ،وهو يضم لعبته إلى صدره .
يامن تشبهين أختي ! أعطني دفتر الرسم الذي بين يديك ،وأقلام الألوان التي في جيبك، لقد كنت أحب حصة الرسم كثيرا، عندما كنت في المدرسة .
لكن التي تشبه أخته، لم تصغ لتوسلاته ، ومضت ، وهي تفكر أن ترسمه في دفترها الجديد.
يا من تشبه جدي الطيب ! احك لي حكاية ما لأنام ، فمنذ موت جدتي ، لم أسمع حكاية قط .
لكن الذي يشبه جده ذهب، وهو يتكئ على عكازه.
أيها البلبل الطيب ! : أعرف أن القفص يمنعك من الصداح وكذلك البرد، وأتمنى أن تغني لي، فقد كرهت أبواق السيارات ،وصراخ المارة ، وصفارة الشرطي .
استمع البلبل إليه، فغرد له بصوت شجي ، فقفز الطفل من الفرح . ولم يمض وقت حتى علا ضجيج المارة والسيارات ،وتفجرت صفارة الشرطي في أذنه، فحزن كثيرا، لأنه لم يعد يستطيع سماع تغريد البلبل . حلّ الليل ، واشتدّ الصقيع ، ورمت السماء قطنا ناصع البياض .
فقال الولد للسماء ، أعطني قطنك أيتها السماء ،لأصنع منه لحافا أبيض يدفئني ،فقد تجمدت أطرافي من البرد. وبدأ الولد يجمع ندف الثلج فوقه ، فشعر بحرارة تغزوه، وبحمى تسري في لحمه . في الصباح وجدوا طفلا تحت الشرفة ، التي كان البلبل يغرد عليها، وهو يتغطى بلحاف سميك ناصع البياض ، لكن يده كانت ممدودة للأعلى ، وسبابته تشير إلى شيء ما ، فوقه تماما .