المتاهة
المتاهة
…………
منذ إحدى وخمسين سنة، وانا في قلب المتاهة ، لا اعرف ماذا حدث معي بالضبط في ذلك اليوم المشؤوم. على كل حال ، ما زلت هناك امشي طوال النهار ، من ممر إلى ممر ومن منعطف إلى آخر، دون ان أصل إلى مبتغاي . حقيقة لم أفهم ، كيف حصلت معي هذه الواقعة المؤلمة. كل ما في الأمر أنني دخلت إليها من قنطرة تلتف عليها نباتات جميلة مزهرة ، ولم أغادرها إلى الآن. أعتقد ان هذه المتاهة مسحورة .لابد ان تكون كذلك . فما معنى ان أدخل عام الف وتسعمائة وتسعة وستين ، ولم استطع أن أصادف ثغرة أنسل منها إلى عالمي الذي كنت أحيا فيه من قبل . ستقولون لي :كيف استطعت ان أؤمن طعامي وشرابي كل هذه الفترة الطويلة ؟. ببساطة لأن المتاهة عبارة عن حدائق مثمرة ، وكل حديقة داخل أخرى ، وكل شجرة تلتصق بأخرى في صفوف طويلة لا تنتهي. وكانت هناك شلالات ماء طيبة المذاق ونباتات وطيور . إحدى وخمسون سنة من الضياع والبحث عن مخرج لكن دون فائدة ماذا أفعل؟.هل أقتل نفسي وانتهي من عذابي الذي لامثيل ، ام اكمل حياتي حتى النهاية . ساسير الآن باتجاه الشمس الساطعة ،فقد اجد منفذا أخرج منه إلى عالمي الذي دخلت منه إلى هذه المتاهة من غير أن اعرف انها موجودة حقا.
8_8_2020 .