المرأة القارضة
لا أعرف لم تفعل ذلك ؟ . تبدأ من الصباح . هو فطورها وغداؤها وعشاؤها . حاولت مرارا أن أثنيها عن فعل ذلك . في النهاية ..عندما لم تستجب لي .فقد قمت بإغلاق فمها بلاصق وقيدت يديها .
لها أسنان فأرة ..وشفتان من أسمنت خالص . عندما أقبلهما أشعر بأنني أقبل جدارا.
الأطباء عجزوا عن تفسير حالتها :حللوا دمها .. صوروا أمعاءها وأسنانها قالوا لي:إن معدتها مثل معدة ذئب. وستعيش طويلا . لعنتهم في سري لأنهم أخبروني بذلك ..فأنا أريدها أن تفارق الحياة وأن تمضي إلى الموت الآن.
عرف الجميع قصتها : الصحافيون .. أطباء بلا حدود .. الإذاعة والتلفزيون .. شعراء وكتاب .. وأهم من هؤلاء كلهم.. جارتنا البدينة ذات اللسان الطويل .
ماذا أفعل ؟. كنت أفكر بهجرانها لكن الطلاق غير مسموح به في ديانتنا . وأنا لا أرغب بمخالفة الشرائع الإلهية . سأنتظر معجزة ما.. تريحني من هذا البلاء الكبير
يا إلهي ! إنها تطبخ لي ولا تأكل مما تطبخ . صباحا، تفتح فمها وتسن أظافرها وتبدأ بالقضم . يا إلهي! صرير أسنانها كصرير أبواب صدئة وأنفاسها المتلاحقة تبدو مثل عاصفة . لم أستطع أن أمنع ذلك، لذا غادرت حارتنا بجدرانها المسلوخة. رحلت مع زوجتي إلى مكان لا يعرفنا فيه أحد . رحلنا إلى الصحراء.. وهناك رفعت خيمة كبيرة من الشعر وشرعت أضحك على زوجتي .لأن طعامها المفضل لم يعد موجودا. في الصباح الباكر صنعت لي فطورا لذيذا ثم خرجت لتملا سلتها بالرمال.
ماذا افعل ؟ فانا لا حول لي ولا قوة . هل تستطيعون مساعدتي ؟ فزوجتي لا تأكل سوى الدهان الموجود على الجدران .. والآن صارت تأكل الرمال الحارقة . فهل لديكم زوجة تشبهها . أرجوكم راسلوني .؟