الملك الباكي.
…
أتيت إلى الساحة الملكية ، لأنظر إلى جمال التمثال المصنوع من الذهب الخالص كما يقول صانعوه . كان الحراس المدججون بالسيوف والدروع والرماح الطويلة ، يحيطون به بشكل دائري ، ويتصدون بعناد للناس القادمين من الجبال والمدن البعيدة ، لرؤية تمثال ملكهم الباكي. كيف حدث ان تجمع مئات من العامة بل الوف عند سماعهم ذلك الخبر ؟ فلم اعرف ابدا. حاولت الجموع تسلق البوابة الحديدية ودخول القصر ،لكن الحراس استلوا سيوفهم ، ووجهوا رماحهم تجاه صدور الرجال والنساء والاولاد الفوضويين ليمنعوهم من الاقتراب وتخطي المحظور . ورغم ذلك فقد اندفعت الجماهير المحبة بحماس كبير ، وخلعوا البوابة ، فانغرست الرماح في اجسادهم البضة ، ولعبت السيوف برؤوسهم . فلطخت الدماء المتفجرة العشب الندي ،والورود والتماثيل الكثيرة ، والجدران الرخامية ، والاشجار ، واحمرت برك الماء ، وعلا الانين والصراخ والنحيب المكان . والموت الزؤام . بعض الرجال وصل الى قاعدة التمثال، وقبلوا حذاءه الذهبي، وهم يمدون ايديهم إلى السماء طالبين من الله ان يوقف تدفق دموع الملك الذهبية . وصاروا ينحبون ويبكون ، ويركعون ، ويلطمون على صدورهم ، ويصرخون بأعلى صوتهم : فدتك ارواحنا ، أيها الملك الحزين . بكيت وقتها ، ولم تتوقف عينا التمثال الملكي عن ذرف دموع حمراء بدلا من الدموع الذهبية المتلألئة ايضا . بل حدث اكثر من ذلك ، فقد افترت شفتاه عن ابتسامة عريضة ، لم يشاهدها الناس على وجهه من قبل ابدا .