انتحار


صديقي يعيش في قرية ريفية ،لم تدخلها الحداثة بعد. فأكواخ الطين ترزح فوق أرض هشة ..والناس لا يزالون يركبون الحمير والبغال ويزرعون الحنطة والشعير والعدس في أراضيهم الشاسعة التي لا تلحق بها العين .صديقي شنق نفسه بعد أن قطع عضوه الذكري . أجل لقد فعل ذلك بنفسه وبشجاعة يائس . ولم يكتف بذلك ، بل ترك رسالة قصيرة ، يبرر فيها سبب قيامه بقطع عضوه . قرأت الرسالة بعد أن اطلع رجال الشرطة على مضمونها..وتأكدوا من أن موته كان طبيعيا وباختيار ذاتي . أما مضمون الرسالة فكان كالتالي : (إنني أحلم أكثر مما أستطيع .. وكنت أود أن أستطيع أكثر مما أحلم . الحياة لم تعد تعني لي شيئا . أصبح عمري خمسا وثلاثين سنة .. ولم استطع ممارسة الجنس مع أي امرأة أو فتاة .. أنا فقير ولا أستطيع الزواج ، لذلك أودعكم بطريقة لا يمكن أبدا أن تتخيلوا أنها سوف تحدث . احتجاجا على الظلم الاجتماعي و الجنسي الذي يلحق بنا نحن الشباب))
بعد دفنه بأيام غادر أهل صديقي القرية .. ولكن أينما ذهبوا. كان الناس يقولون : انظروا ! هاهم عائلة الشاب الذي قطع عضوه الذكري!.

https://kalamfisyassa.com

اترك رد