بدأها “الولد الصغير” وأنهاها “السمين”
قبل 81 عاما، خطت البشرية أولى خطواتها نحو المغامرة النووية التي انتهى بها المطاف بـ”ولد صغير” قتل مدينة و”رجل سمين” أنهى حربا.
خطوات عبّد طريقها تحذير وجهه العالِم ألبرت أينشتاين، عام 1939، للرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفلت، أعرب فيه عن قلقه من إمكانية نجاح ألمانيا في تصنيع قنبلة ذرية قد تحسم نهاية الحرب العالمية الثانية.
بدايات مشروع “مانهاتن”
بعد ثلاث سنوات من تحذير أينشتاين أطلقت الولايات المتحدة سرا، في أغسطس/آب 1942، مشروع “مانهاتن” لتطوير قنبلة ذرية.
وفي عام 1941، تمت الموافقة على مشروع “مانهاتن” ورُصد له مبلغ ملياري دولار، قبل دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية.
بعد سنتين من الموافقة على المشروع، أصبح روبرت أوبنهايمر هو المسؤول عن إدارته، وأتى بأفضل علماء الفيزياء في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى.
الأهداف المحتملة والقنابل التقليدية
عام 1944، وضعت الولايات المتحدة قائمة بعشر مدن يابانية كأهداف محتملة لأول هجوم ذري، على رأسها هيروشيما، فيما تم استبعاد كيوتو نظرا لأهميتها التاريخية والثقافية.
في العام التالي، قصف الطيران الحربي الأمريكي طوكيو ومدنا أخرى في اليابان بالقنابل التقليدية، في عملية أسفرت عن مقتل 100 ألف شخص في العاصمة.
معركة أوكيناوا
في مطلع أبريل/نيسان 1945، كانت المعركة التي اندلعت في أوكيناوا، وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 ألف مدني وجندي ياباني، ونحو 20 ألف جندي أمريكي، في غضون 3 أشهر.
معركة اتخذتها واشنطن حجة لتبرير استخدام القنبلة الذرية لمواجهة ما تعتبرهم “المتشددين اليابانيين”.
في الـ12 من الشهر نفسه، توفي روزفلت وخلفه في رئاسة أمريكا هاري ترومان، الذي تم إبلاغه على الفور بمشروع “مانهاتن”.
استسلام ألمانيا
في 8 مايو/أيار عام 1945، وضع استسلام ألمانيا نهاية للحرب في أوروبا، غير أن القتال استمر في آسيا والمحيط الهادئ.
الاختبار الأمريكي الأول
خلال مايو/أيار ويوليو/تموز من العام نفسه، جرى إرسال أجزاء من قنبلتين ذريتين إلى القاعدة الأمريكية في تينيان (أرخبيل ماريانا).
ومن القاعدة نفسها، أقلعت “القلعة الطائرة” من طراز بوينج “بي-29” المسؤولة عن إلقاء القنبلتين على اليابان.
الساعة 5,30 من صباح يوم 16 يوليو/تموز، كانت إيذانا ببداية العصر النووي، حين اختبر الأمريكيون أول قنبلة ذرية في “ترينيتي” بألاموغوردو (صحراء ولاية نيو مكسيكو)، قبل أن يوافق هاري ترومان في 25 من الشهر نفسه على القصف الذري لليابان.
الحلفاء ينذرون واليابان تتجاهل
في نهاية مؤتمر بوتسدام يوم 26 يوليو/تموز، دعا الحلفاء اليابان للاستسلام دون شروط، وإلا ستواجه “دمارا سريعا وشاملا”.
لكن اليابان قررت “تجاهل” الإنذار، فجاءت الكارثة.
هيروشيما وناجازاكي
في تمام الساعة 8,15 من صباح يوم السادس من أغسطس/آب عام 1945، ألقى الطيران الأمريكي قنبلة ذرية تزن 4,5 أطنان على هيروشيما، أطلق عليها اسما مشفرا “الولد الصغير” الذي قتل 140 ألف شخص.
وحينها، حذر ترومان من أنه إذا لم يوافق اليابانيون على شروط إعلان بوتسدام “فليتوقعوا وابلا من الدمار من الجو، كما لم يسبق أن شاهدوه على وجه هذه الأرض”.
بعد يومين من تحذير ترومان، أعلن الاتحاد السوفيتي الحرب على اليابان.
وفي 9 من الشهر نفسه، وعند الساعة 11,02 صباحا، انفجرت قنبلة ذرية أمريكية ثانية فوق ناجازاكي، أسموها “الرجل السمين” أسفرت عن مقتل 74 ألف شخص في يوم واحد.
وابل من الدمار قادا اليابان إلى الاستسلام في 15 أغسطس/آب، والوقوع تحت السيطرة الأمريكية مع إبقاء الإمبراطور هيروهيتو على العرش.
القنبلة السوفيتية
بعد أربع سنوات على هجوم هيروشيما، فجر الاتحاد السوفيتي أول قنبلة نووية له في كازاخستان، ليصبح بذلك ثاني دولة تمتلك أسلحة ذرية
عن “العين” الاماراتية https://al-ain.com/