بصمات وليد المعشبة
إلى وليد خليفة….
…….
• أشارت أصابع وليد خليفة للصرخة التي وسّعت الحلم . ليس من المعقول أن تكون سوريا بلا أبواب أو نوافذ …لتستعمرها الريح وبصماته المعشبة. كل يوم يشحذ نفسه بالرحيق . لذا هو حديقة متنقلة في الزمن. من يشم عبيره لن يستطيع بعدها ابعاد الفراشات عنه وكذلك الأبوة .
مرة رسم وطنا ، دخل فيه ،وحينما خرج كان الربيع يطيعه كليا ، لذا كل بقعة خضراء ترونها ستجدون اسمه مكتوبا عليها باليخضور .
لديه حلم بسيط ، ولايحب ان يفسده أحد .آخر مادلّ عليه سقوط نيزك بالقرب من أحزانه . هو فارع جدا وتتصل روحه بالسماء . كان بلا ريب يشبه الغيم الماطر، ويحلم بالتمدد فوق أرض لطخت جسده بوشوم يانعة . أبدا لم يتورع عن تقديم نفسه للجهات على انه متسع كفراغ ممشوق قبل أن يشطره الضوء بكل الابعاد . وليد خليفة وريث وطن ، قسّم قلبه إلى قطع صغيرة مثل حجارة كريمة إنه الوريث الحقيقي للضوء ، لكن لم يتسن له التقاط
السطوع الباهر لامتداده دفعة واحدة .ربما يعيد تركيب المسافات ليفسر أبعاده بالحنين الشاهق يوما ما . أعرفه جيدا منذ شهقات بعيدة ناصعة ، ومن يجهل وليد فعليه ان يقف امام جريان إيقاعه ثم يتبع رنين خطواته وتأرجح ظله المارق كي يظهر المعنى الحقيقي لوقوف الشجر. هناك تفيض حنجرته، ويتوسع قلبه ، وتقتلع أصابعه المضيئة الظلام الثقيل. اراه وطنا في وطن من سنابل القمح وعروق الذهب. وهذا ما شاهدناه من إمضائه الأخير على أحلامنا المضادة القبح.