بيان أدبي٣

البيان رقم 3
لأننا حفدة الربيع .
نحن لا نتبع أثرا بل نؤثر . إنكم ستتأثرون بنا ، ولامناص من ذلك . الفن التأثري لا يهين بل يخلق … الفن التأثري لا يدين بل يحشد حفدة الربيع في المكان المناسب. ستتعلمون منا كيف تنبت البذور في شقوق الإسمنت ،عاجلا أو آجلا! . قدركم نحن ولا خزي من هذه المعادلة .
أهم ما يميزنا أنّ حواسنا ليست حجرية ، رغم الصعود الممنهج للتماثيل .حواسنا لا شحوب بها ، وكذلك لغتنا .هكذا نمتاز عن الآخرين بصحة الرؤيا والنطق…وبصحة تمريننا الغريزي على تنظيف الشوائب من دمنا ..
نتأمل من خلال الجلوس على مكعبات التلج ، وشظايا الصخر ، لنحس بالله اكثر . النزوح كبير إلى الألم ، ولابد من تفعيل شهرة المواطنة ، والتساوي الكبير مع الكون .
لقد نحتنا أسماءنا الخصبة في الهواء الطلق واننا نعمل على التفاوض مع أصالة التراب لانبات الحقيقة
نحن ،نحن ..لا زمرة واحدة لدمنا ،أو زمرة دمنا من زمر دمكم .فنحن نحن لأنكم أنتم أنتم.
إحساسنا يوحي بالامتلاك ،ولكننا نأبى أن نمتلك ما لا يمتلك ،وهو أنتم .
تمريننا غريزي ، مثل النقر على الصخر ، أليس نقّار الخشب يعزف لحنا جميلا وقاسيا أيضا.أغلب الظن أن مواردنا قليلة ،ولكن رغم هذا فنحن بحاجة لحجامة تبدأ من الرأس والمخيلة . لن نتساهل أبدا في إرشادكم إلى سرنا …علاقتنا مع الجذور وطيدة وبسيطة . لن نكتم علمنا ومعرفتنا وخيالنا عن أحدٍ . سنظل أوفياء للظلال ، وقد نتهم الظلمة بالخيانة ،لأنها لا تنصفكم معنا .. هذا مبرر للحكم المطلق بالقتل بالضوء. سنسير أبدا وفق منهاجنا في الحياة : لن ندير ظهرنا للعتمة بل سنطعنها بذكرياتنا المضيئة .
نحن ،نحن ،لأنكم أنتم ، أنتم .ومن لا يتقن حياكة عاطفته بالريش، فلن يعرف نسج الفن بطريقة تؤهله لرمي صخرة سيزيف عن ظهره ،واستئذان بساط الريح للتحليق فوق حديقتنا التي نفضنا عنها الصحراء حديثا :نحن جماعة نحن
ولا احتدام بلا اصطدام … سقطتنا نادرة في الزمن ، ولابد من السقوط ، والتفنن بالهزيمة . الخسارة لا تعني نهايتنا . حشر الكرة الأرضية بين أيدينا ،يحتاج لهبات الورد والأحلام …ولعلامة لا تمحى:عضة لأسناننا في أدمغتكم وقلوبكم…..!
الريح عاقلة مثلنا ،حينما نتحول لغبار طلع … يهوى التخفي ،وانتظار اللحظة المناسبة للتلقيح .
لن تكونوا بحاجة للتخفي ، عندما تظهر بصمات أقدامنا المتسخة جليا على الرخام .
الاهتراء في الحجر والظل والجسد والفكر والقلب ، ولاتعنينا كثيرا تلك المهنة الباطلة .
قدرتنا تضيف فهما غزيرا للمخيلة.لا حاجة لنا لندلكم على ما نريد ،فقط ادفنوا موتاكم في المكان الذي له هوية العصافير والشجر .
سنظل أوفياء لدمكم ،ولن نفرط بالنبع.
سنكتشف الأحجار الكريمة داخلكم ،ولن نتاجر بكم .نحن منقبو الذات البشرية .فلا تقبلوا بغيرنا . أنتم أنتم ونحن نحن ،فلا تشكّوا بقدرتنا على الولوج عميقا إلى مقر روحكم ، الذي لا يرى إلا لحفدة الربيع ، والحفدة الأصليون” نحن “.
ميلاد ديب
21-6-2013

https://kalamfisyassa.com

اترك رد