بيان أدبي ٤
ولأننا ” نحن “عائلة
……..
ولأننا عائلة ،فقد نقشنا أسماءنا على حبة رز ، وعلى الزمن، لنسهّل علينا الهرب من الهرم.
لا تفكروا بنا أبدا ، فذلك مناف للحقيقة … فأنتم نحن ،ونحن لا نفكر إلا بفكرة الموت الرحيم . إننا فلاسفة وكتاب ومفكرون وشعراء أنقياء ،ولسنا فقط طغاة،وتجري في دمنا جرثومة حضارية هي النسب الأول والأخير .
إننا دودة خشب تحفر في ذاكرتكم المسوّسة ،إننا النخر المسلّم به ،. ولامناص من سقوطكم أولا وأخيرا … الفتح الأعظم مجرد كلمة مشتبه بها … ونحن يقين الشك. عالمنا فكرة تبنى على إستراتجية الحلم :سنجعلكم تحلمون أنكم تحلمون بحلمنا ،هذا هو الاستعمار البطولي الجديد لنا.
سنبدأ بأسركم ،حيث سنبصم على جدرانكم بالدم … هذه قاعدتنا السليمة … فالدم الصافي يشهّر بالرصاص ،وبغريزة الحجر . نتبع فكرة جرح الصخر حتى يغرّد النبع في مجرى الوجع .
أولادكم يحتاجون إلينا وليس إلى أحد آخر … فبعد كل هذه الجثث التي تتبع موضة واحدة في الموت ، سنأتي على تدمير مستودع الذخيرة الذي يملكونه داخل رؤوسهم ،وسننقلهم من زنازينهم الداخلية إلى الهواء الطلق ، فاستعمارنا لا يحتاج إلى شحذ بذاكرة من معدن …أولادكم لا يحتاجون إلا لشحذ أرواحهم بأحلامنا المعمّّرة.
الدروس التي تعلّم في مدارسنا هي أفكار غير بطولية … لن أؤمن بأن السوري يهمه فكرة العروبة الخالصة ،أو فكرة الأممية الدينية أو الشيوعية … السوري يهمه الغطس في الهاوية والفراغ ليطهر نفسه من العوالق ، ليسبح بحرية في جغرافية الوطن ، التي تنقش عليها زمرة جسده .
لسنا مع مؤسسات حكومية تبني الله كما تريد ، ولسنا مع تبني نظرية الحرب من أجل الحرب… ولسنا مع سياسة حكم الأب وحرق الدم في العروق ، ولسنا مع غيرنا في تلقيح العفونة . نحن مع تلقيح الثلج ليصير نبعا .
العائلة مسألة وطن كبير . فأهلا بكم ،حين تعلمون كم الضلالة غير مرئية ، وكم لعبة السكاكين جميلة عندما تدار الخشبة . و عندما يبدأ انتظار رشاقة الطعن . لابد من انتظارنا. انتم الأجساد المنقلبة ، ونحن الطعنة المفكرة الثاقبة والذكية … من المرح اعتناق فكرة التلقي ووعي فلسفة المسافة الفاصلة :الحياة أو الموت . نملك البراعة لأن تمريننا غريزي كما قلنا سابقا …
أولادكم تأخذوا من الوطن أكثر مما قدموا . لذلك لا أثر يبقى للعائلة الغاشمة … ما الفائدة أخيرا من حكم قاصر عاثر .. . العائلة مسألة وطن كبير ، وهانحن نسرف في اغتيال من لا يفهم العقائد البسيطة لتلك العائلة .
ميلاد ديب