تفاقم ظاهرة الانتحار والجرائم في المجتمع السوري

آفة  آخرى تفتك  بالمجتمع تزامناً مع الوضع الكارثي الذي يعيشه سوريا بشكل عام نتيجة إطالة أمد الحرب الدائرة في البلاد منذ سنوات.

بين الحين والأخرى نسمع ونشاهد عبر منابر الإعلام عن حالات الانتحار خصوصاً بين فئة الشباب ، هذه الآفة تضاف الى مجموع الآفات التي أصابت المجتمع السوري المتهالك من هول المصائب التي لحقت به منذ البداية واليوم. 

تبدو الحالة النفسية العامل الرئيسي لهذه الحالات فالإنسان السوري يعيش ظروف استثنائية يصعب عليه التحمل في كثير من الأحيان و يلجأ  للانتحار لوضع حد لمسيرة حياته المليئة بالسيناريوهات المأساوية ، الإنسان حين يصعب عليه تأمين أبسط مستلزمات أفراد عائلته حتماً سوف يصيب بالاكتئاب وتنهار حالة النفسية ،والإنسان حين يفقد عزيزاً على نفسه أمام عينيه دون أن يستطيع انقاذه بطبيعة الحال سوف ينهار ولن يتمالك اعصابه ، عدا ذلك سوداوية المشهد الحالي وغياب آفاق الحل الذي من شأنه إنهاء هذه المسيرة الدموية. 

المجتمع الذي تطغى عليه ثقافة السلاح بدلاً من الوعي سيشهد الجرائم  وهذا ما نلمسه من الواقع حيث على امتداد سوريا هناك جرائم بدواعي مختلفة بشكل شبه يومي. 

سوريا بلد الأمان تحولت إلى مستنقع لتصفية الحسابات ولتنفيذ ابشع الجرائم واغلب الضحايا أبرياء ، ناهيك عن الجرائم التي تنفذ بدواعي دينية وتكفيرية كما هو الحال في عفرين التي تقبع تحت الاحتلال وتحكمها فئة مجرمة تنفذ الجرائم بحق الابرياء. 

غياب سلطة الوعي والتعقل في المجتمع يعني الاستمرار في دوامة العنف والدموية فالمجتمع  الذي لا يتخذ من الوعي درباً حتماً سوف ينزلق  نحو الهاوية ، اوربا عانت خلال الحرب العالمية الثانية  أضعاف ما عناه السوري اليوم ولكنها اتخذت من العقل والفكر المنهج الرئيسي واستطاعت النهوض ونرى اليوم درجات الرقي فيها ، حين يسلك السوري نفس المنهج ويبتعد عن خطاب الكراهية المجيّشة من جهات باتت معروفة سيتمكن من نفض غبار العنف عن مجتمعه وستكون الخلاص له ،أما الاستمرار مضياً في التماشي مع فكر وثقافة  إكراه الغير وانتهاج العنف لن تجلب سوى المزيد من المآسي وهذا ما يتمناه الذين نشروا وساهموا في ذلك عبر برنامج ممنهج مولها وخطط لها جهات عدّة عبر مجاميع متطرفة كما الأخوان ومثيلاته،   ادعت إنها نصيرة الشعب وتبين فيما بعد بأنها أداة  لتنفيذ مأرب الغير افسد المجتمع مقابل حفنة من المال من الممول. 

https://kalamfisyassa.com

اترك رد