يومان كاملان وهو مرمي على الرصيف بلا حراك ، كانت قدماه الصغيرتان تتفككان في حذاء ذات مقاس كبير .. وكانت يده تمسك بكيس متسخ ،وممزق ،ممتلئ بأغراض تفوح منها رائحة حاويات الزبالة . جمد الصقيع حدقتي عينيه العسليتين . ودموعا علقت برموشه . في الليلة التي سبقت موته ، اعتقدته نائما على الرصيف ، فدسست في جيبه بعض المال . .. ولم يتحرك .قلت في نفسي : قد يكون متعبا لذا لم يشعر بي .وذهبت إلى بيتي شبه المتهدم بفعل قذيفة صاروخية . اليوم صباحا ..عندما مررت من نفس المكان ، وجدته على حاله ، اقتربت منه، ولمسته كان جسده قطعة من الثلج المتجمد . تطلعت إلى جيبه فوجدت ان المال مازال موجودا ، وكانت تتدلى من جيبه الأخرى صورتي . تراجعت إلى الوراء مرتعبا ، فقد كان هو أنا . علا صوت الرصاص وقتها ،وانهمرت القذائف بكثرة، وانطلقت تاركا جثتي الصغيرة خلفي.
جثتي الصغيرة
21