حين يسقط الصمت
حين يأتيك الصمت فجأة لا تستطيع الفكاك منه ابدا .. وهذا ما حدث معي ، فبينما كنت متقوقعا في خندقي .. سقط علي الصمت دون سابق إنذار . ماذا حل لحظتها؟ .لم اعرف بالضبط ، فقط شعرت أن القمر لمع على بندقيتي وغبت . قال لي رفاق السلاح فيما بعد :إن قنبلة وقعت أمامي ولم تنفجر وانني لم اتزحزح من مكاني شبرا .واعتقدوا إنني عميت كليا .لذا هرب الجميع من حولي وانبطحوا بعيدا. كيف حدث هذا فلست أدري ؟. إنني دائما أصاب بما يشبه تعطل الحواس كلها نحو ما يحيط بي. .مرة واعدت صديقة لي في الحديقة العامة ، تأنقت ، وتعطرت وحملت لها وردة حمراء، وحينما قعدت جنبي ،هبت رائحة عطرية من مكان بعيد ، عبقت في أنفي ثم تغلغلت في رئتي ، وتخدرت امامها طويلا . لم اشعر بشيء ، فقط رأيت شفتيها الملوثتين بالحمرة للحظة وبعدها انتقلت إلى عالمي الداخلي تماما . حاولتْ إيقاظي مرارا ،ثم ولت هاربة، وهي تصرخ من الخوف .اليوم بالضبط وقع شيء غريب لي ، فقد اقتحم رجال الامن بيتي ، وأخذوني معهم. عند استجوابي من قبل المحقق سمعت تغريد شحرور آتيا من الحديقة المجاورة لفرع الأمن ، ثم كان ما خشيته، فقد حلّ علي الصمت المبهم، ولم أجب على سؤال واحد من أسئلة المحقق الكثيرة ، وانهالت علي اللكمات والقبضات الثقيلة والرفسات، و أفرجوا عني بنفس اليوم بعد ان تأكدوا انني لست الرجل المطلوب الذي يريدونه ، وان هناك تشابه اسماء بيني وبين إرهابي معتق بالقتل .هذا ما حدث معي أصدقائي وصديقاتي و اطلب منكم مسامحتي ، إن تعطلت حواسي الخارجية يوما ما أمامكم.