كشف رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، خالد مشعل فيها دور حماس وحزب الله في الوساطة بين جماعة إخوان سوريا ونظام الأسد .وتحدث مشعل في بث مباش للقاء حواري أجراه معه السبت الماضي (7 تشرين الثاني 2020) مركز مسارات للدراسات (المركز الفلسطينيّ لأبحاث السياسات والدّراسات الإستراتيجيّة – مسارات ) حول موقع حماس مما سماه (محور المقاومة ) فقال (نحن في قلب محور المقاومة، دون أن ننقطع عن تيارات الأمة الأخرى، حتى الدول التي تلتقي معنا جزئياً او غير جزئياً، نحن منفتحون على الأمة. حماس لم تكن يوماً خارج محور المقاومة. نحن في قلب محور المقاومة ).
قدم مشعل في حديثه لجمهوره الفلسطيني كشف حساب لعلاقة حماس بالنظام السوري وإيران وحزب الله وإخوان سوريا. قال إن علاقة حماس مع إيران وحزب الله ممتازة (لنا علاقة مع كل من يقاوم. نحن مع كل من يقاوم إسرائيل سياسياً ونضالياً وعسكرياً وبكل الأشكال، وبرفض التطبيع وغيره ) .
سرد مشعل قصة خروج حماس من سوريا في 2012، رافضا القول ان موقف حماس من سوريا متأثر بالإخوان (العكس لو أتيح لأحد منكم أن يسأل المسؤولين السوريين كم حماس في سنواتها الذهبية اللي عاشتها في سوريا وقفت مع سوريا. ولا ننسى هذا التاريخ، سوريا احتضنتنا رسمياً وشعبياً، النظام احتضننا وكذلك الشعب احتضننا. فلا ننسى هذا التاريخ، لكن هم أيضاً يعرفون كم نحن سعينا لتغيير صورة سوريا عند الإسلاميين، ليس فقط الإسلاميين السوريين، عند كل الإسلاميين في العالم، هم يعرفون هذا الكلام. وهذا واجبنا، لا نمن به على أحد. هذا واجبنا. نقول لهم تعالوا تفضلوا شوفوا كيف تقف سوريا مع الحق الفلسطيني ولا تتدخل في قرارنا، كنا نقول هذا الكلام. وفعلاً الناس خرجوا، وفي ناس كانوا ممنوعين من دخول سوريا، أنا دخّلتهم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وخرجوا من سوريا بصورة مختلفة عن سوريا. يعني كلنا إحنا اشتغلنا للمصلحة العامة بفضل الله، محدش كان تابع للثاني ).
أشار مشعل إلى محاولة حركة حماس إجراء وساطة بين الإخوان والنظام قبل خروجها، ولكنها لم تنجح، ملمحاً إلى أن الوساطة فشلت بسبب الأجهزة الأمنية. (سأحكي لكم قصة للتاريخ. في بداية آذار 2011. قبل أسبوعين من بدء الحراك السوري، كان عندنا مؤتمر للقدس في الخرطوم وكان المشاركون في المؤتمر من كل التيارات والاتجاهات، وكان من ضمنهم ناس من الإخوان المسلمين السوريين، كان البيانوني ورياض شقفة، وطلبوا لقائي التقيت بهم ).وأقسم بشهادة رموز الإخوان السوريين (والله وربنا يعلم وهم الإخوة هؤلاء أبو أنس البيانوني وأبو حازم الشقفة شاهدان على ذلك، قلت لهم يا إخواننا أرجوكم، من حقكم يكون لكم ملاحظات على السياسة السورية الداخلية، وأنتم شعب لا أستطيع أمنعكم ترفعوا شعارات الحرية والديمقراطية، لكن سوريا كبلد له سياسة خارجية ممتازة، يحتضن المقاومة، لا تعملوا أداء كما يجري في البلاد الأخرى، حاولوا تعملوا مقاربة مختلفة ).وواصل مشعل بقوله (والله ويشهد الله، كلاهما قال لي إيدنا في حزامك يا أبو الوليد، افتح لنا حوار مع النظام. وعدت إلى سوريا ونقلت هذا للمسؤولين في سوريا، ولم يحصل شيء )
أكد مشعل أن حماس سعت إلى أن تبقى سوريا في استقرار ومنعة لسياستها الخارجية الممتازة وأن تكون للنظام مقاربة مع شعبه الذي كانت مطالبه بسيطة في ذلك الوقت.وتابع يقول (وللتاريخ، السيد حسن نصر الله قابلته مبكراً في أول الأزمة، وشرحت له، قلت له أخشى الأزمة تكبر يا سيد أبو هادي، وذهب إلى دمشق والتقى بالرئيس بشار، واقترح السيد حسن على الرئيس بشار أنه خلي أبو الوليد بحكم علاقته الجيدة بين النظام والشعب يعمل وساطة، وتحركت في وساطة، أُبلِغت بذلك، قلت لهم حاضرين، وراجعت إخواني في القيادة، وسعينا، وفي أول يوم بدأنا، وإذا بالتعليمات تأتيني من أحد المسؤولين الأمنيين دون ذكر أسماء: قف يا أبو الوليد، احترمت، قلت لهم يا جماعة أنا لا أتدخل رغماً عنكم، أنا أخدمكم بالقناعة بيني وبينكم، إذا بدكم وساطة حاضر، وإلا فالأمر لكم، لا أزاحمكم ).وقال مشعل (بقينا في سوريا من شهر آذار 2011 إلى كانون الثاني 2012. لماذا خرجنا؟ لسببين: السبب الأهم صراحة أن هذا الموقف بعد ذلك لم يعجب المسؤولين في سوريا، أرادوا منا بصور مختلفة أن يكون موقفنا حاسماً نحن مع النظام ضد ما يجري، أصدرنا بيان في 2 نيسان 2011، في البداية راق لبعضهم ولكن لم يعجبهم، اعتبروا أن هذا غير كافي، قلنا لهم يا جماعة كيف يعني؟ أنا مع سوريا بكل مكوناتها، أنا لا أقف مع النظام ضد شعبه، ولا مع الشعب ضد النظام، أنا ضيف عالبلد. فظللنا حتى كانون الثاني 2012، وبدأنا نشعر أن هناك غضب وانتقاد لنا شديد كأننا خنّا الأمانة. لا يا جماعة، أنتم وقفتم معنا ضد الاحتلال الصهيوني، وتُشكرون على وقفتكم العظيمة معنا، ولكن أنا لا أستطيع أن أقف مع النظام ضد الشعب، ولا أستطيع أيضاً أقاتل مع الشعب ضد النظام، إذا استطعت أن أعمل مساعي خير أعملها، فوجدنا أننا ضيوف على بلد ضاق بنا ذرعاً لماذا أخذنا هذا الموقف. فوجدنا أنه مستحيل نبقى فيه، وخاصة مع سبب ثاني يتعلق بالوضع الأمني والتفجيرات، ما عدنا قادرين أن ندير أمورنا، فخرجنا. لكن لا طعنّا النظام ولا أسأنا له ).وأضاف ( يعني نحن ضغطنا على الإخوان .. نحن ضغطنا على الإخوان يا جماعة خذوا وأعطوا مع نظامكم، توصلوا إلى حل ما، وهذا فعلناه ليس فقط مع الإخوان السوريين، في مصر يعلمون ذلك، وفي الأردن يعلمون ذلك، نحن دائماً سعينا أن تتفاهم القوى السياسية مع أنظمتها، لم ندخل في أزمة أي نظام مع شعبه ولا شعب مع نظامه ).وختم حديثه قائلاً ( نحن نحترم الخصوصيات، لكن من حقنا أن نقول نحن مع الحريات، نحن مع الديمقراطية، كما أننا في ذات الوقت، نحن ضد التدخل الخارجي، نحن ضد تقسيم البلاد، نحن ضد العنف، نحن ضد الاستقطاب الطائفي والعرقي، نحن أمة صار لنا 1400 سنة متعايشين، بين عرب وغير عرب، وبين شيعة وسنة، وبين مسلم ومسيحي، ماذا عدا مما بدا أننا اليوم نبحث عن هذه الخلافات؟ طول عمرنا عندنا هذا التنوع، نجعله تنوع إثراء لا تنوع صراع. نحن في فلسطين نموذج بفضل الله، في مسلم ومسيحي، واليساري وغيره، بفضل الله، متعايشين مع بعض، وإن اختلفنا في بعض المحطات لكن إن شاء الله نسعى لتجاوزها ).وأشار إلى أن ( الفلسطينيين هم قلب محور المقاومة، ونحترم ونقدر كل من يقاوم إسرائيل، سواء كان حزباً أو كان دولة أو نظاماً، ونقدر كل من دعم المقاومة الفلسطينية )
الأموال القطرية ومواقف حماس زعم مشعل: ( إن الدوحة لا تقايض، وهي تقدم دعمًا للضفة وغزة، وتقف على مسافة واحدة من حركتي فتح وحماس، مضيفًا أنه لم يفرض أحد علينا شرطًا، لا قطر ولا تركيا ولا إيران، ولا مصر ولا الأردن ولا الخليج، ونحن لا نقبل أن نباع أو نشترى. وفي إجابته عن سؤال حول التحاق قطر بقطار التطبيع، قال مشعل إن حركته ترفض التطبيع من حيث المبدأ وبكل أشكاله، والتطبيع مصيبة على المطبع كما هو على الشعب الفلسطيني، موضحًا أن القطريين أعقل من أن يتجهوا كما اتجه غيرهم نحو التطبيع، لكن نحن في "حماس" لا نتدخل في قرار أحد، ونقول موقفنا بأننا ضد إسرائيل فهي عدو محتل، وضد التطبيع.
https://www.facebook.com/watch/?ref=external&v=278832086818360
نقلا عن : مركز مسارات