ديمقراطية
هروب
أن تكون ديمقراطيا ، أو لا تكون …
هكذا قال ملك الغابة لشعبه البسيط . فأمر على الفور بتعيين الضبع جابيا للضرائب ، و النمر رئيسا للعسس ، والذئب وزيرا للداخلية ، والثعلب وزيرا للخارجية ، وجعل اللبوة نائبا له ، والشبل رئيسا للوزراء ، وأعطى البومة مهمة نشر أفكاره الجريئة في قلب الغابة المجاورة .
مرت الأيام بخير ووئام ، فامتلأت خزينة الدولة بالجواهر ، والنفط ، والأموال ، واللحم الكثير . ارتفعت القصور ، وأقيمت المهرجانات الخطابية ، وعلت كؤوس الخمرة ، وفرشت الموائد بالجواميس والأرانب والغزلان المشوية . وتخاصر الأعداء في حلبات الرقص .
بعد سنة من قيام الحكومة عم الجفاف أرض الغابة فهربت قطعان الحيوانات إلى الغابات المجاورة وشح الطعام والماء ، وبدأ الوزراء يأكلون بعضهم ، حتى لم يبق في الغابة سوى ملك الحيوانات الذي فقد عقله تماما .
فلو شاهدتموه اليوم لوجدتم أنه يجلس على الكرسي ويقول:
- أنا الملك !
ثم ينزل إلى الأرض ويركع قائلا :
-أنا الشعب !!!