سوريا مركز بركان نائم هل سينفجر قريبا
من يراقب المشهد السوري مؤخرا، يعلم جيدا ان سوريا تلك البقعة الصغيرة من العالم قد تحولت إلى بركان نائم لا ندري متى و كيف يثور و ينفجر ، حيث تقوم الدولة التركية باستقدام التعزيزات بشكل يومي على الرغم من اتفاقيات وقف إطلاق النار في إدلب ، ناهيك عن نشرها لمنظومات دفاع جوي متوسط المدى في إدلب استعدادا لأي تحرك من قبل قوات النظام السوري أو الروسي .
وروسيا التي كانت لها حصة الأسد في سوريا كونها الحليف و الداعم الشرعي للنظام السوري ، حيث تمتلك قاعدة الحميميم في اللاذقية والتي تشكل القاعدة التي تنطلق منها طائراتها الداعمة لللنظام السوري في حربها ضد الارهاب كما تزعم ، وتمتلك قاعدة طرطوس البحرية ، تلك التي نجهل ما بداخلها من معدات عسكرية ، بالإضافة إلى مطار قامشلي الدولي الذي تحول مؤخراً إلى قاعدة روسية أيضا وذلك حسب ما تداوله ناشطون .
ولكن نجد الدب الروسي يطمع بأكثر من هذا، حيث طلب الرئيس الروسي من وزارة الدفاع الروسية التواصل مع النظام السوري ليسلمهم بعض المنشآت البحرية في سوريا في إطار تعزيز نفوذها ، كذلك تعيين السفير الروسي السابق كمبعوث خاص للرئيس الروسي في سوريا يثير تساؤلات كثيرة لدى المراقبين والمحللين ، ليستطرد البعض منهم في تحليلاتهم ويقولوا بأن روسيا تجهز للهيمنة على سوريا واحتلالها، كون النظام السوري يمر بمراحله الأخيرة وخاصة بعد ظهور الشقاق في عائلة الرئيس السوري الذي تجلى واضحا في قضية رامي مخلوف، و رجّحه البعض أنها تأتي في إطار استعداد روسيا لخوض حربا ضروس إلى جانب قوات النظام ضد ميليشيات تركيا في إدلب و ريفها.
أما الجانب الأمريكي الذي لم يتوقف ولو لساعة باستقدام التعزيزات والأسلحة والمواد اللوجستية لقواتها المتواجدة في شرق الفرات و حلفائها من قوات سوريا الديمقراطية، وذلك عبر معبر الوليد البري ومعبر سيمالكا مع إقليم كردستان بشكل شبه يومي ، وتستميت أمريكا في أن تصل القوى السياسية الكردية لاتفاق الأمر الذي يضعنا أمام إشارات استفهام كثيرة .
ناهيك عن أيران و دورها في سوريا حيث تمتلك في سوريا العشرات من المواقع و قواعد لها الأمر الذي جعل إسرائيل تنفذ عدة عمليات قصف من الجو ضد هذه المواقع والقواعد الأيرانية دون أن تحسب حسابا لردة فعل النظام الأيراني والسوري .
ولكن لماذا هذه الدول تحشد قواتها في سوريا ، وحولتها إلى مركز بركان لا نعلم متى سينفجر وخاصة تركيا لا توفر أية فرصة لتقوم باستفزاز جميع القوى المتصارعة، فهل ستكون مهام تركيا إشعال فتيل الحرب التي إن نشبت يصعب علينا أن نحدد مَن سيقف بجوار مَن ، أو مَن سيقف ضد مَن ، هل التحالفات ستبقى كما هي الآن أم سنجد مَن يقلب الطاولة ويقوم بتغيير نمط التحالفات في سوريا التي قد تكون ساحة الصراع القادمة بين هذه القوى.