Home أخبار وتقارير سوريا: شعبٌ دفع كرامته ثمناً لحريةٍ طالب بها ولم ينلها

سوريا: شعبٌ دفع كرامته ثمناً لحريةٍ طالب بها ولم ينلها

0 comments

قبل تسع سنوات حين خرج الشعب السوري مطالبا بحريته وكرامته و هو أعزل ، في مجتمع كان المواطن السوري يخشى التكلم بالسياسة لأقرب الناس إليه، لكنه رغم ذلك خرج عن صمته وحاول ان يبلغ تلك الحرية المنشودة التي تصورها في عقله ، راسما في خياله شكل مستقبله الذي كان يتوهم بأنه قريب ، ولكنه مازال حتى هذه اللحظة يدفع ضريبة مطالبته بحريته تلك، التي لو علم أنها ستكلفه كرامته لمّا طالب بها .

لن أتطرق إلى ما عاناه المجتمع السوري من القوى الظلامية ،والإرهاب ،وتدخل دول الجوار، والقوى العالمية المتصارعة على أرضه ، فقط سأسرد بعض ما عاناه هذا الشعب على يد الأنظمة والإدارات التي تحكمه الآن.

في مناطق سيطرة النظام السوري أصبحت الحواجز عبارة عن معابر يدفع كل تاجر أو مواطن يمر منها رشاوي على شكل جمارك وكأنك تدخل إلى دولة أخرى لتتحول ملكية هذه الحواجز فيما بعد إلى جهات أو رؤوس أموال تعرف الآن لحيتان المال في سوريا ولكن هذه الممارسات والانتهاكات الصارخة لم تكن تؤثر على التجار بقدر تأثيرها على المواطنين وارتفاع أسعار المواد الأمر الذي زاد من معاناة هذا الشعب حتى أصبح 80% من الشعب يعيش تحت خط الفقر .

وفي الطرف المقابل من النظام السوري ، وهنا أقصد الإدارة الذاتية التي جعلت لها معابر مع النظام و على حدود العراق و أصبحت لا توفر شيئا إلا وتجمركه دون أن تفكر طيلة هذه السنوات التسع بمعاناة وفقر المواطنين الذين يعيشون تحت إدارتها ، ظناً منها أنها تكسب هذه المبالغ من التجار ولكن في حقيقة الأمر كان المواطن هو من يدفعها لأن التاجر سيضيف تكاليف الشحن والجمركة وما أنفقه على بضاعته إلى ثمنها ، فشكل ذلك عبئا على المواطن ، وجاءت مؤخرا لتحدد سعر القمح الذي تعب فيه الفلاح طيلة هذا العام بسعرٍ خجل النظام أن يحدد سعرا مثله ، بل ويمنعون الفلاح ببيع محصوله خارج نطاق الإدارة الذاتية .

الشعب السوري اليوم مهدد بالمجاعة كبعض من الشعوب الإفريقية ، نعم أرض الخير والعطاء والنفط والغاز شعبها مهدد بالمجاعة المحتمة ، حصار في الخارج وحصار في الداخل وإدارات وأنظمة لا ترحم فلا تستغرب في المستقبل القريب أن تصبح مهنة التسول من المهن المشرفة، ويتقاتل المواطنون على حاويات القمامة و هم يبحثون عن فتات خبز لأولادهم الجياع ،أو بعض خضار متعفنة ألقاها أغنياء الحرب في القمامة .

ويبقى السؤال الذي يتردد على الشفاه دون ملل هل تستحق تلك الحرية التي طالبت بها أيها السوري أن تدفع كرامتك ثمنا لها .

You may also like

Leave a Comment

Soledad is the Best Newspaper and Magazine WordPress Theme with tons of options and demos ready to import. This theme is perfect for blogs and excellent for online stores, news, magazine or review sites.

Editors' Picks

Latest Posts

u00a92022 Soledad, A Media Company – All Right Reserved. Designed and Developed by PenciDesign