سيد قطب بالطربوش التركي!

حين يتفاخر مستشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ولسانه الذلق، ياسين أقطاي أو أكتاي، بتمجيده للمصري التكفيري الموتور سيد قطب، فنحن هنا لسنا أمام زلة لسان أو تصرف شاذ.
لا… هذا هو أسّ ولبّ ومخ الحزب الذي يقوده رجب طيب إردوغان، ليس من اليوم، بل منذ لحظات التكوين الأولى، في الستينات، على يد المعلم الأول، أو «الخوجة» نجم الدين أربكان الذي أسس حركته الشهيرة «ملّي غوروش» أو الرؤية الوطنية عام 1969. كانت الحركة حينذاك تستند بشكل واضح إلى أدبيات سيد قطب وتحتفي بها وتدرّس كتبه في محاضنها بريف الأناضول حتى المهاجر الألمانية.
اليوم يخبرنا قيادي الحزب الإردوغاني ياسين أقطاي الحقيقة بعد صدور كتابه بعنوان «سيد قطب.. بين غلو محبيه وظلم ناقديه» الذي اعتبر فيه أفكار سيد قطب ميراثاً عالمياً تجب الاستفادة منه.
عام 2016 احتفلت حكومة رجب طيب إردوغان بذكرى إعدام سيد قطب الخمسين، وعقدت ندوة عالمية حول سيد قطب، في أكتوبر (تشرين الأول) 2016. في مركز «علي أميري» «»، وسط مدينة إسطنبول، تنظيم «» .
ويضيف تحقيق خاص لـ«العربية نت» عن تمجيد رفاق إردوغان لسيد قطب، نائب رئيس الوزراء يلدريم، العدل، وغيرهما.
وقتها ألقى ياسين أقطاي – ما غيره – محاضرة تمجيدية بهذه المناسبة وظهرت تجلياته الياسينية الأقطاوية، إن صحّ النحت! قال: «سيد قطب تأسيس الرائد… و النظر ».
« – تو» ير، اعترف وقتها بفضل سيد قطب على جماعته ببحث له عنوانه: « سيد ».
ياسين أقطاي، مستشار إردوغان، قال في محاضرته تلك التي أشرنا إليها في بداية الحديث، عام 2016 بعنوان «فكر سيد قطب بين المحلية والعالمية» إن «فكر سيد قطب ليس ملكاً للمصريين وحدهم. إنه ميراث عالمي يجب الاستفادة منه».
ويتحفنا أكثر ياسين التركي الإردوغاني: «سيد قطب الذي كانت كتبه ممنوعة قبل 50 عاماً في تركيا مثلما هو في كثير من الدول العربية، ها هو اليوم يتم القيام بندوة عالمية حوله بإشراف من الدولة التركية نفسها».
الأكيد أننا لا نحتاج إلى تذكير القراء الكرام بالشحنة التكفيرية المريضة في فكر سيد قطب، والتي كانت أساس التربية والتثقيف عند جماعات الشر مثل «الجهاد» المصرية، «الجماعة الإسلامية»، «قاعدة» الزرقاوي، «قاعدة» اليمن، «قاعدة» السعودية، جماعات الإرهاب في سيناء وليبيا، وطبعاً «داعش».
هذه أمور أوضح من عين الشمس… لكن كيف تسنّى لرجب طيب إردوغان ورفاقه أن يخرجوا من نفس القبعة، تارة بعبع سيد قطب، وتارة عروسة العلمانية والديمقراطية… ويصدّقه بعض بلهاء اليسار الغربي والعربي أيضاً؟!

اترك رد