1

صورة الطفل السوري،ابراهيم ريا، وهو يحمل السلاح مشاركا في حرب تبعد آلاف الكيلومترات عن بلاده، ذكرتني بنفسي حين بدأت الحرب في سوريا، وجدت نفسي مدفوعة للانضمام لتلك الحرب مثل كل الصبية الذين يدفعهم الفضول وحماس الروح للمغامرة.
حكايات السوريون متشابهة في حدة الألم وهول الجريمة وفظاعتها، وإن جاؤوا بألف شبيه بالفتى إبراهيم لينكروا الحادثة، فأن هناك الملايين من السوريين يدونون حكاياتهم كل يوم، حكايات الاتجار بهم من طرف جماعة الإخوان ومموليهم في قطر وتركيا، كنا أطفالا واستطاعوا أن يجعلونا نارا لتلتهم بيوتنا
2

أذكر هذا الشخص، أبو بكر الغريب، أذكره في حواري مدينتي وهو يؤسس للحريق، يعلمنا تصوير جريمة حرقنا وقتلنا لتكون الوثيقة الدامغة على حيونة الإنسان.
فلسطيني يأتي محملا بالكراهية اتجاه جيرانه، قالت له بوصلته الإخوانية إن الطريق إلى القدس يمرّ عبر عواصم العرب المسلمين، فحمل كل أحقاد التاريخ وصبّها في وجهنا، إنه من بين المئات والآلاف التي مروا بحوافرهم على أرضنا مخبئين خناجرهم المسمومة خلف آيات ديننا الحنيف، وحدهم دون غيرهم يحملون وزر الجريمة النكراء، جريمة اقتلاعنا من أرضنا ومائنا وهوائنا، إنهم أعداء الحياة.
3

الشيشاني، لا غيره، الشاب الذي كان حلم الصبايا في حينا، حضر في خريف ذلك العام، كان مُعداً للقتل معتدا بمهمنته الكريهة، لم يبالي بنظرات البنات، كانت أحلامه تحوم حول الاغتصاب ، هذا ما نطقت به عينيه، قلت ذلك لرولا التي أعجبت به، قاطعتني من يومها، كتبت البارحة لي: المعذرة لقد رحل بعد أن أماتني مليون ميتة؟
4
الكارهون أصناف، أحطهم وأبشعهم أؤلئك الذين يشبهون من مرّوا على سوريا في تلك الأيام قبل أن أغادر بيت أهلي، قبل أن يعم الحريق وتتحول الذكريات إلى خطوط وخيوط من ضباب ووهم، أولئك الذين تديرهم ماكينات الجماعة القاتلة، أؤلئك الذين ينقلون شبابنا من سوريا إلى ليبيا ليحولوا أجسادهم الغضة إلى ولائم على موائدهم باسم الله
5